إن
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات
أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا
الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم
وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً .
أما بعد : فبين يدى القارىء الكريم رد على دليل تستدل به الطائفة القاديانية على موت عيسى عليه السلام ، وقد نقله الواحدى فى أسباب النزول دون إسناد وانفرد به ، ليتضح بذلك أهمية إثبات موت عيسى عليه السلام عند القاديانية .
وقد وجدت كلاماً للشيخ الألبانى يتحدث عن أهمية إثبات موت عيسى عندهم .
فقال الشيخ الألبانى(1) : " وإن من أبرز علاماتهم أنهم حين يبدءون بالتحدث عن دعوتهم إنما يبتدئون قبل كل شيء بإثبات موت عيسى عليه الصلاة والسلام فإذا تمكنوا من ذلك بزعمهم انتقلوا إلى مرحلة ثانية وهي ذكر الأحاديث الواردة بنزول عيسى عليه الصلاة والسلام ويتظاهرون بالإيمان بها ثم سرعان ما يتأولونها ما دام أنهم أثبتوا بزعمهم موته بأن المقصود نزول مثيل عيسى وأنه هو غلام أحمد القادياني ولهم من مثل هذا التأويل الشيء الكثير والكثير جدا مما جعلنا نقطع بأنهم طائفة من الباطنية الملحدة " ا.هـ .
أما الدليل الذى نرد عليه فهو ما نقله الواحدى فى أسباب النزول(2) ؛ قال ما نصه :
قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: قَدِمَ وَفْدُ نَجْرَانَ، وَكَانُوا سِتِّينَ رَاكِبًا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَفِيهِمْ أَرْبَعَةَ عَشَرَ رَجُلًا مِنْ أَشْرَافِهِمْ، وَفِي الْأَرْبَعَةَ عَشَرَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ إِلَيْهِمْ يؤول أمرهم، "فالعاقب" أَمِيرُ الْقَوْمِ وَصَاحِبُ مَشُورَتِهِمُ الَّذِي لَا يُصْدِرُونَ إِلَّا عَنْ رَأْيِهِ وَاسْمُهُ: عبد المسيح، و"السيد" إمامهم وَصَاحِبُ رَحْلِهِمْ وَاسْمُهُ: الْأَيْهَمُ، "وَأَبُو حَارِثَةَ بْنُ عَلْقَمَةَ" أُسْقُفُهُمْ وَحَبْرُهُمْ، وَإِمَامُهُمْ وَصَاحِبُ مِدْرَاسِهِمْ، وَكَانَ قَدْ شَرُفَ فِيهِ وَدَرَسَ كُتُبَهُمْ حَتَّى حَسُنَ عِلْمُهُ فِي دِينِهِمْ، وَكَانَتْ مُلُوكُ الرُّومِ قَدْ شَرَّفُوهُ وَمَوَّلُوهُ وَبَنَوْا لَهُ الْكَنَائِسَ لِعِلْمِهِ وَاجْتِهَادِهِ، فَقَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَدَخَلُوا مَسْجِدَهُ حِينَ صَلَّى الْعَصْرَ، عَلَيْهِمْ ثياب الحبرات جُبّات وَأَرْدِيَةٌ فِي جَمال رجال بين الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ .
يَقُولُ بَعْضُ مَنْ رَآهُمْ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَا رَأَيْنَا وَفْدًا مِثْلَهُمْ، وَقَدْ حَانَتْ صَلَاتُهُمْ، فَقَامُوا فَصَلَّوْا فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - "دَعُوهُمْ" فَصَلَّوْا إِلَى الْمَشْرِقِ، فَكَلَّمَ السَّيِّدُ وَالْعَاقِبُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - "أَسْلِمَا"، فَقَالَا: قَدْ أَسْلَمْنَا قَبْلَكَ، قَالَ: "كَذَبْتُمَا مَنَعَكُمَا مِنَ الْإِسْلَامِ دُعَاؤُكُمَا لِلَّهِ وَلَدًا، وَعِبَادَتُكُمَا الصَّلِيبَ، وَأَكْلُكُمَا الْخِنْزِيرَ"، قَالَا: إِنْ لَمْ يكن عيسى ولد الله فَمَنْ أَبُوهُ؟ وَخَاصَمُوهُ جَمِيعًا فِي عِيسَى .
فَقَالَ لَهُمَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - "أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ لَا يَكُونُ وَلَدٌ إِلَّا وَهُوَ يُشْبِهُ أَبَاهُ؟" قَالُوا: بَلَى، قَالَ: "أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَبَّنَا حَيٌّ لَا يَمُوتُ، وأن عيسى أتى عَلَيْهِ الْفَنَاءُ؟ " قَالُوا: بَلَى، قَالَ: "أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَبَّنَا قَيِّمٌ عَلَى كَلِّ شَيْءٍ يَحْفَظُهُ وَيَرْزُقُهُ؟" قَالُوا: بَلَى، قَالَ: "فَهَلْ يَمْلِكُ عِيسَى مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا؟" قَالُوا: لَا، قَالَ: "فَإِنَّ رَبَّنَا صَوَّرَ عِيسَى فِي الرَّحِمِ كَيْفَ شَاءَ، وَرَبُّنَا لَا يَأْكُلُ وَلَا يَشْرَبُ وَلَا يُحْدِثُ" قَالُوا: بَلَى، قَالَ: "أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ عِيسَى حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كَمَا تَحْمِلُ الْمَرْأَةُ، ثُمَّ وَضَعَتْهُ كَمَا تَضَعُ الْمَرْأَةُ وَلَدَهَا، ثُمَّ غُذِّيَ كَمَا يُغَذَّى الصَّبِيُّ، ثُمَّ كَانَ يَطْعَمُ وَيَشْرَبُ وَيُحْدِثُ؟" قَالُوا: بَلَى، قَالَ: "فَكَيْفَ يَكُونُ هَذَا كَمَا زَعَمْتُمْ؟" فَسَكَتُوا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - فِيهِمْ صَدْرَ سُورَةِ آلِ عمران إلى بضعة وثمانية آيَةٍ مِنْهَا أ.هـ .
أما الرد على هذه الشبهة فمن وجوه :
الأول : أن هذه القصة ليس لها إسناد اصلاً ، فهى بهذه الزيادة عند الواحدى فقط بدون إسناد ، ولم ينقلها أحد بهذه الزيادة بإسناد أو بغير إسناد الا الواحدى " أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَبَّنَا حَيٌّ لَا يَمُوتُ، وأن عيسى أتى عَلَيْهِ الْفَنَاءُ؟ " .
قال السيوطى(3) ، والعلامة أبو حيان الأندلسى(4) :
أخرج ابن أبى حاتم عن الربيع الانصارى أتوا إلى النبي صلى الله عليه و سلم فخاصموه في عيسى فأنزل الله : { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } إلى بضع وثمانين أية منها وقال ابن إسحاق : حدثني محمد ابن سهل بن أبي أمامه قال : لما قدم أهل نجران على الرسول صلى الله عليه و سلم يسألونه عن عيسى ابن مريم نزلت فيهم فاتحة آل عمران رأس الثمانين أخرجه البيهقي في الدلائل .
أما بعد : فبين يدى القارىء الكريم رد على دليل تستدل به الطائفة القاديانية على موت عيسى عليه السلام ، وقد نقله الواحدى فى أسباب النزول دون إسناد وانفرد به ، ليتضح بذلك أهمية إثبات موت عيسى عليه السلام عند القاديانية .
وقد وجدت كلاماً للشيخ الألبانى يتحدث عن أهمية إثبات موت عيسى عندهم .
فقال الشيخ الألبانى(1) : " وإن من أبرز علاماتهم أنهم حين يبدءون بالتحدث عن دعوتهم إنما يبتدئون قبل كل شيء بإثبات موت عيسى عليه الصلاة والسلام فإذا تمكنوا من ذلك بزعمهم انتقلوا إلى مرحلة ثانية وهي ذكر الأحاديث الواردة بنزول عيسى عليه الصلاة والسلام ويتظاهرون بالإيمان بها ثم سرعان ما يتأولونها ما دام أنهم أثبتوا بزعمهم موته بأن المقصود نزول مثيل عيسى وأنه هو غلام أحمد القادياني ولهم من مثل هذا التأويل الشيء الكثير والكثير جدا مما جعلنا نقطع بأنهم طائفة من الباطنية الملحدة " ا.هـ .
أما الدليل الذى نرد عليه فهو ما نقله الواحدى فى أسباب النزول(2) ؛ قال ما نصه :
قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: قَدِمَ وَفْدُ نَجْرَانَ، وَكَانُوا سِتِّينَ رَاكِبًا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَفِيهِمْ أَرْبَعَةَ عَشَرَ رَجُلًا مِنْ أَشْرَافِهِمْ، وَفِي الْأَرْبَعَةَ عَشَرَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ إِلَيْهِمْ يؤول أمرهم، "فالعاقب" أَمِيرُ الْقَوْمِ وَصَاحِبُ مَشُورَتِهِمُ الَّذِي لَا يُصْدِرُونَ إِلَّا عَنْ رَأْيِهِ وَاسْمُهُ: عبد المسيح، و"السيد" إمامهم وَصَاحِبُ رَحْلِهِمْ وَاسْمُهُ: الْأَيْهَمُ، "وَأَبُو حَارِثَةَ بْنُ عَلْقَمَةَ" أُسْقُفُهُمْ وَحَبْرُهُمْ، وَإِمَامُهُمْ وَصَاحِبُ مِدْرَاسِهِمْ، وَكَانَ قَدْ شَرُفَ فِيهِ وَدَرَسَ كُتُبَهُمْ حَتَّى حَسُنَ عِلْمُهُ فِي دِينِهِمْ، وَكَانَتْ مُلُوكُ الرُّومِ قَدْ شَرَّفُوهُ وَمَوَّلُوهُ وَبَنَوْا لَهُ الْكَنَائِسَ لِعِلْمِهِ وَاجْتِهَادِهِ، فَقَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَدَخَلُوا مَسْجِدَهُ حِينَ صَلَّى الْعَصْرَ، عَلَيْهِمْ ثياب الحبرات جُبّات وَأَرْدِيَةٌ فِي جَمال رجال بين الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ .
يَقُولُ بَعْضُ مَنْ رَآهُمْ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَا رَأَيْنَا وَفْدًا مِثْلَهُمْ، وَقَدْ حَانَتْ صَلَاتُهُمْ، فَقَامُوا فَصَلَّوْا فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - "دَعُوهُمْ" فَصَلَّوْا إِلَى الْمَشْرِقِ، فَكَلَّمَ السَّيِّدُ وَالْعَاقِبُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - "أَسْلِمَا"، فَقَالَا: قَدْ أَسْلَمْنَا قَبْلَكَ، قَالَ: "كَذَبْتُمَا مَنَعَكُمَا مِنَ الْإِسْلَامِ دُعَاؤُكُمَا لِلَّهِ وَلَدًا، وَعِبَادَتُكُمَا الصَّلِيبَ، وَأَكْلُكُمَا الْخِنْزِيرَ"، قَالَا: إِنْ لَمْ يكن عيسى ولد الله فَمَنْ أَبُوهُ؟ وَخَاصَمُوهُ جَمِيعًا فِي عِيسَى .
فَقَالَ لَهُمَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - "أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ لَا يَكُونُ وَلَدٌ إِلَّا وَهُوَ يُشْبِهُ أَبَاهُ؟" قَالُوا: بَلَى، قَالَ: "أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَبَّنَا حَيٌّ لَا يَمُوتُ، وأن عيسى أتى عَلَيْهِ الْفَنَاءُ؟ " قَالُوا: بَلَى، قَالَ: "أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَبَّنَا قَيِّمٌ عَلَى كَلِّ شَيْءٍ يَحْفَظُهُ وَيَرْزُقُهُ؟" قَالُوا: بَلَى، قَالَ: "فَهَلْ يَمْلِكُ عِيسَى مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا؟" قَالُوا: لَا، قَالَ: "فَإِنَّ رَبَّنَا صَوَّرَ عِيسَى فِي الرَّحِمِ كَيْفَ شَاءَ، وَرَبُّنَا لَا يَأْكُلُ وَلَا يَشْرَبُ وَلَا يُحْدِثُ" قَالُوا: بَلَى، قَالَ: "أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ عِيسَى حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كَمَا تَحْمِلُ الْمَرْأَةُ، ثُمَّ وَضَعَتْهُ كَمَا تَضَعُ الْمَرْأَةُ وَلَدَهَا، ثُمَّ غُذِّيَ كَمَا يُغَذَّى الصَّبِيُّ، ثُمَّ كَانَ يَطْعَمُ وَيَشْرَبُ وَيُحْدِثُ؟" قَالُوا: بَلَى، قَالَ: "فَكَيْفَ يَكُونُ هَذَا كَمَا زَعَمْتُمْ؟" فَسَكَتُوا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - فِيهِمْ صَدْرَ سُورَةِ آلِ عمران إلى بضعة وثمانية آيَةٍ مِنْهَا أ.هـ .
أما الرد على هذه الشبهة فمن وجوه :
الأول : أن هذه القصة ليس لها إسناد اصلاً ، فهى بهذه الزيادة عند الواحدى فقط بدون إسناد ، ولم ينقلها أحد بهذه الزيادة بإسناد أو بغير إسناد الا الواحدى " أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَبَّنَا حَيٌّ لَا يَمُوتُ، وأن عيسى أتى عَلَيْهِ الْفَنَاءُ؟ " .
قال السيوطى(3) ، والعلامة أبو حيان الأندلسى(4) :
أخرج ابن أبى حاتم عن الربيع الانصارى أتوا إلى النبي صلى الله عليه و سلم فخاصموه في عيسى فأنزل الله : { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } إلى بضع وثمانين أية منها وقال ابن إسحاق : حدثني محمد ابن سهل بن أبي أمامه قال : لما قدم أهل نجران على الرسول صلى الله عليه و سلم يسألونه عن عيسى ابن مريم نزلت فيهم فاتحة آل عمران رأس الثمانين أخرجه البيهقي في الدلائل .
-----------------------------------------------------------------------------------------
أنه
وفد على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وفد نصارى نجران ، وكانوا ستين
راكبا ، فيهم أربعة عشر من أشرافهم ، منهم ثلاثة إليهم يؤول أمرهم ، أميرهم
: العاقب عبد المسيح ، وصاحب رحلهم : السيد الأيهم ، وعالمهم : أبو حارثة
بن علقمة ، أحد بني بكر بن وائل. وذكر من جلالتهم ، وحسن شارتهم وهيئتهم.
وأقاموا بالمدينة أياما يناظرون رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في عيسى ، ويزعمون تارة أنه اللّه ، وتارة ولد الإله ، وتارة : ثالث ثلاثة. رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يذكر لهم أشياء من صفات الباري تعالى ، وانتفاءها عن عيسى ، وهم يوافقونه على ذلك ، ثم أبوا إلّا جحودا ، ثم قالوا : يا محمد! ألست تزعم أنه كلمة اللّه وروح منه؟ قال : «بلى». قالوا : فحسبنا. فأنزل اللّه فيهم صدر هذه السورة إلى نيف وثمانين آية منها ، إلى أن دعاهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى الابتهال أ.هـ .
وقال ابن كثير فى تفسيره(5) " قال ابن إسحاق: وحدثني محمد بن جعفر بن الزبير، قال: قَدِموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فدخلوا عليه مَسْجِدَه حين صلى العصر، عليهم ثياب الحبرَات: جُبَب وأرْدية، في جَمَال رجال بني الحارث بن كعب. قال: يقول بعض من رآهم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: ما رأينا بعدهم وفدا مثلهم. وقد حانت صلاتهم، فقاموا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دَعُوهم فصلّوا إلى المشرق.
قال: فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم أبو حارثة بن علقمة، والعاقب عبد المسيح، أو السيّد الأيهم، وهم من النصرانية على دين الملك، مع اختلاف أمرهم، يقولون: هو الله، ويقولون: هو ولد الله، ويقولون: هو ثالث ثلاثة. تعالى الله [عن ذلك علوًا كبيرا] .
فلما كلمه الحَبْران قال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أسْلِمَا" قالا قد أسلمنا. قال: "إنَّكُمَا لَمْ تُسْلِمَا فأسْلِما" قالا بلى، قد أسلمنا قبلك. قال: "كَذَبْتُمَا، يمْنَعُكُمَا مِنَ الإسْلامِ دُعَاؤكُما لله ولدا، وَعِبَادَتُكُمَا الصَّلِيبَ وأكْلُكُمَا الخِنزيرَ" ، قالا فمن أبوه يا محمد؟ فَصَمَتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهما فلم يجبهما، فأنزل الله في ذلك من قولهم، واختلاف أمرهم، صَدْرَ سورة آل عمران إلى بضع وثمانين آية .
وقال البغوى فى تفسيره(6) :
قال الكلبي والربيع بن أنس وغيرهما: نزلت هذه الآيات في وفد نجران وكانوا ستين راكبا قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيهم أربعة عشر رجلا من أشرافهم، وفي الأربعة عشر ثلاثة نفر يؤول إليهم أمرهم: العاقب: أمير القوم وصاحب مشورتهم، الذي لا يصدرون إلا عن رأيه، واسمه عبد المسيح، والسيد: ثمالهم وصاحب رحلهم واسمه الأيهم وأبو حارثة بن علقمة أسقفهم وحبرهم .
دخلوا مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين صلى العصر، عليهم ثياب الحِبَرات جبب وأردية في [جمال] رجال بلحارث بن كعب، يقول من رآهم : ما رأينا وفدا مثلهم، وقد حانت صلاتهم فقاموا للصلاة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دعوهم" فصلوا إلى المشرق، [فسلم] السيد والعاقب فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم "أسلِما" قالا أسلمنا قبلك قال "كذبتما يمنعكما من الإسلام ادعاؤكما لله ولدا وعبادتكما الصليب وأكلكما الخنزير" قالا إن لم يكن عيسى ولدا لله فمن يكن أبوه؟ وخاصموه جميعا في عيسى، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم "ألستم تعلمون أنه لا يكون ولد إلا وهو يشبه أباه"؟ قالوا بلى قال: "ألستم تعلمون أن ربنا قيم على كل شيء يحفظه ويرزقه" قالوا: بلى، قال : "فهل يملك عيسى من ذلك شيئا؟" قالوا: لا قال: "ألستم تعلمون أن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء؟" قالوا: بلى، قال: "فهل يعلم عيسى عن ذلك شيئا إلا ما عُلِّم؟ " قالوا: لا قال: "فإن ربنا صور عيسى في الرحم كيف شاء [وربنا ليس بذي صورة وليس له مثل] وربنا لا يأكل ولا يشرب" قالوا: بلى، قال: "ألستم تعلمون أن عيسى حملته أمه كما تحمل المرأة ثم وضعته كما تضع المرأة ولدها، ثم غذي كما يغذى الصبي ثم كان يطعم ويشرب ويحدث؟"، قالوا: بلى قال: "فكيف يكون هذا كما زعمتم؟" فسكتوا، فأنزل الله تعالى صدر سورة آل عمران إلى بضع وثمانين آية .
وكما نلاحظ من هذه النقول أنه لم ينقل أحد من العلماء الزيادة التى يستدل بها المخالفين على موت عيسى عليه السلام ، حتى البغوى الاقرب لرواية الواحدى لم يذكر الزيادة ، فبهذا يتبين لنا انفراد الواحدى بها بدون إسناد فلا يُعتبر بها .
وقد روى ابن أبى حاتم فى تفسيره(7) (2/665) ط المكتبة العصرية – صيدا ؛ قال أخبرنا محمد بن سعد العوفي فيما كُتب الي ، حدثني أبي ، حدثني عمي الحسين ، حدثني أبي عن جدي ، عن ابن عباس قوله :
وأقاموا بالمدينة أياما يناظرون رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في عيسى ، ويزعمون تارة أنه اللّه ، وتارة ولد الإله ، وتارة : ثالث ثلاثة. رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يذكر لهم أشياء من صفات الباري تعالى ، وانتفاءها عن عيسى ، وهم يوافقونه على ذلك ، ثم أبوا إلّا جحودا ، ثم قالوا : يا محمد! ألست تزعم أنه كلمة اللّه وروح منه؟ قال : «بلى». قالوا : فحسبنا. فأنزل اللّه فيهم صدر هذه السورة إلى نيف وثمانين آية منها ، إلى أن دعاهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى الابتهال أ.هـ .
وقال ابن كثير فى تفسيره(5) " قال ابن إسحاق: وحدثني محمد بن جعفر بن الزبير، قال: قَدِموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فدخلوا عليه مَسْجِدَه حين صلى العصر، عليهم ثياب الحبرَات: جُبَب وأرْدية، في جَمَال رجال بني الحارث بن كعب. قال: يقول بعض من رآهم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: ما رأينا بعدهم وفدا مثلهم. وقد حانت صلاتهم، فقاموا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دَعُوهم فصلّوا إلى المشرق.
قال: فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم أبو حارثة بن علقمة، والعاقب عبد المسيح، أو السيّد الأيهم، وهم من النصرانية على دين الملك، مع اختلاف أمرهم، يقولون: هو الله، ويقولون: هو ولد الله، ويقولون: هو ثالث ثلاثة. تعالى الله [عن ذلك علوًا كبيرا] .
فلما كلمه الحَبْران قال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أسْلِمَا" قالا قد أسلمنا. قال: "إنَّكُمَا لَمْ تُسْلِمَا فأسْلِما" قالا بلى، قد أسلمنا قبلك. قال: "كَذَبْتُمَا، يمْنَعُكُمَا مِنَ الإسْلامِ دُعَاؤكُما لله ولدا، وَعِبَادَتُكُمَا الصَّلِيبَ وأكْلُكُمَا الخِنزيرَ" ، قالا فمن أبوه يا محمد؟ فَصَمَتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهما فلم يجبهما، فأنزل الله في ذلك من قولهم، واختلاف أمرهم، صَدْرَ سورة آل عمران إلى بضع وثمانين آية .
وقال البغوى فى تفسيره(6) :
قال الكلبي والربيع بن أنس وغيرهما: نزلت هذه الآيات في وفد نجران وكانوا ستين راكبا قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيهم أربعة عشر رجلا من أشرافهم، وفي الأربعة عشر ثلاثة نفر يؤول إليهم أمرهم: العاقب: أمير القوم وصاحب مشورتهم، الذي لا يصدرون إلا عن رأيه، واسمه عبد المسيح، والسيد: ثمالهم وصاحب رحلهم واسمه الأيهم وأبو حارثة بن علقمة أسقفهم وحبرهم .
دخلوا مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين صلى العصر، عليهم ثياب الحِبَرات جبب وأردية في [جمال] رجال بلحارث بن كعب، يقول من رآهم : ما رأينا وفدا مثلهم، وقد حانت صلاتهم فقاموا للصلاة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دعوهم" فصلوا إلى المشرق، [فسلم] السيد والعاقب فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم "أسلِما" قالا أسلمنا قبلك قال "كذبتما يمنعكما من الإسلام ادعاؤكما لله ولدا وعبادتكما الصليب وأكلكما الخنزير" قالا إن لم يكن عيسى ولدا لله فمن يكن أبوه؟ وخاصموه جميعا في عيسى، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم "ألستم تعلمون أنه لا يكون ولد إلا وهو يشبه أباه"؟ قالوا بلى قال: "ألستم تعلمون أن ربنا قيم على كل شيء يحفظه ويرزقه" قالوا: بلى، قال : "فهل يملك عيسى من ذلك شيئا؟" قالوا: لا قال: "ألستم تعلمون أن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء؟" قالوا: بلى، قال: "فهل يعلم عيسى عن ذلك شيئا إلا ما عُلِّم؟ " قالوا: لا قال: "فإن ربنا صور عيسى في الرحم كيف شاء [وربنا ليس بذي صورة وليس له مثل] وربنا لا يأكل ولا يشرب" قالوا: بلى، قال: "ألستم تعلمون أن عيسى حملته أمه كما تحمل المرأة ثم وضعته كما تضع المرأة ولدها، ثم غذي كما يغذى الصبي ثم كان يطعم ويشرب ويحدث؟"، قالوا: بلى قال: "فكيف يكون هذا كما زعمتم؟" فسكتوا، فأنزل الله تعالى صدر سورة آل عمران إلى بضع وثمانين آية .
وكما نلاحظ من هذه النقول أنه لم ينقل أحد من العلماء الزيادة التى يستدل بها المخالفين على موت عيسى عليه السلام ، حتى البغوى الاقرب لرواية الواحدى لم يذكر الزيادة ، فبهذا يتبين لنا انفراد الواحدى بها بدون إسناد فلا يُعتبر بها .
وقد روى ابن أبى حاتم فى تفسيره(7) (2/665) ط المكتبة العصرية – صيدا ؛ قال أخبرنا محمد بن سعد العوفي فيما كُتب الي ، حدثني أبي ، حدثني عمي الحسين ، حدثني أبي عن جدي ، عن ابن عباس قوله :
الوجه
الثالث : أن النسخ فى كتاب أسباب النزول أختلفت فتارة تكون : " أَلَسْتُمْ
تَعْلَمُونَ أَنَّ رَبَّنَا حَيٌّ لَا يَمُوتُ، وأن عيسى أتى عَلَيْهِ
الْفَنَاءُ؟ "(10) كما مر بنا سابقاً وتارة تكون بلفظ : " أَلَسْتُمْ
تَعْلَمُونَ أَنَّ رَبَّنَا حَيٌّ لَا يَمُوتُ، وَأَنَّ عِيسَى يَأْتِي
عَلَيْهِ؟ "(11) كما نرى بصيغة الماضى .
الوجه الثالث : إن كان الفناء بمعنى
الوفاة الحقيقية فالمراد بذلك وفاة النوم؛ لأن النوم يسمى وفاة وقد دلت
الأدلة على عدم موته عليه السلام فوجب حمل الآية على وفاة النوم جمعا بين
الأدلة كقوله سبحانه وتعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ}،
وقوله عز وجل: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي
لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ
وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} .
والأدلة على ذلك كثيرة معلومة منها
قوله سبحانه في شأن عيسى عليه السلام في سورة النساء: {وَمَا قَتَلُوهُ
وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا
فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلا اتِّبَاعَ
الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا * بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ
وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} .
ومنها ما توافرت به الأحاديث منها حديث
أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( لا تقوم الساعة حتى ينزل
عيسى بن مريم حكما مقسطا وإماما عدلا . فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع
الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد ) . والله أعلم
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .
وكتبه / ابو يحيى محمد بن حجاج (المحب للتوحيد)
ا.هـ بحمد الله 11 صفر 1432 هـ .
ا.هـ بحمد الله 11 صفر 1432 هـ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.