الأحد، 20 أكتوبر 2013

القاديانية( الاحمدية ) خطر يهدد الجزائر والدول العربية

 القاديانية( الاحمدية ) خطر يهدد الجزائر والدول العربية



كشفت مصادر موثوقة للشروق اليومي، أنه تم رصد شبكة من القاديانيين تنشط على محور بسكرة وغرداية والعاصمة، يقودها بعض اللاجئين السوريين الذين فروا من بلدهم بسبب الوضع الأمني الخطير في سوريا، واستضافتهم عائلات جزائرية، حيث يسعون إلى نشر المذهب القادياني بين الشباب الجزائري، للزج به في متاهات مذهب خطير كفتره كل المجامع والهيئات الشرعية في العالم الإسلامي، لما دعا إليه من كفر وضلال، ولما عرف به من خزعبلات وهرطقات ما أنزل الله بها من سلطان.

ولم تحدد مصادرنا عدد أفراد هذه الشبكة التي تروج لنشر هذا المذهب الذي استغل أتباعه جهل بعض الجزائريين بالإسلام، ونشروه بينهم على أنه دين "أحمدي" يدعو الى السلام والتقوى، وينبذ العنف والتعصب، بينما هو فكر فاسد يسعى إلى تشكيك المسلمين في عقيدتهم لا غير.
ولمن لا يعرف القاديانية، فهي مذهب أرسى قواعده ميرزا أحمد غلام بقاديان الهندية سنة 1900 وبمساعدة الاستعمار الانجليزي الذي نشب أنيابه في القارة الهندية، بغرض إبعاد المسلمين عن دينهم وصرفهم عن الجهاد، والاكتفاء بـ"جهاد النفس" و"الإخلاص للحكومة الانجليزية" لأن محاربة المستعمر حسب ميرزا "لا يدين به إلا جهال المسلمين"! وقد تجرأ هذا المعتوه على الله ورسوله حينما اعتبر نفسه آخر الانبياء، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم هو أفضل الأنبياء وأكملهم وليس آخرهم! وأنه أوحي إليه بآيات تربو على 10 آلاف آية! وأن عيسى عليه السلام مات ولم يرفع إلى السماء!! ولن يتسع المقام لذكر الخزعبلات الكثيرة التي ألفها ميرزا وسماها دينا "أحمديا"، وما هو في الحقيقة إلا "دين" فصله على مقاس الإنجليز لينال رضاهم، ويفوز بحبهم، فلماذا آمن به بعض الجزائريين؟ !
.

يروجون لمذهبهم عن طريق المناظرات

بينما تنشط شبكة أخرى على مستوى منطقة القبائل، مثلما أفادنا به الشيخ محمد حاج عيسى، وهو داعية جزائري، حيث روى للشروق كيف اتصل به ثلاثة طلبة بجامعة تيزي وزو في العشرين من أعمارهم، ينحدرون من بلدية إبردوران دائرة بني يني، وتبين للشيخ من خلال لقائه بهم أن هدفهم من الاتصال به "إشهاريا" أكثر منه "إظهارا للحق"، وهذا ما تأكد منه محدثنا عندما بلغه أن جماعة أخرى من نفس القرية اتصلت بالشيخ محمد الشيخ لمناظرته بعد أن زار منطقتهم.
وجدير بالذكر أن معتنقي هذا المذهب يعولون كثيرا على المناظرات والخصومات لنصرة ما يعتبرونه حقا، أسوة بزعيمهم ميرزا الذي كان ينخرط في مناظرات تنتهي به إلى الاسفاف.
ويضيف الشيخ محمد إن "هناك جماعة أخرى تكونت في ذراع بن خدة تقوم بتأدية الصلاة في بيت من دعاها إلى القاديانية، لأن أتباعها يعتبرون المسلمين كفارا لا تجوز الصلاة معهم". وفي مساعيهم لنشر أفكارهم، يعملون على نشر المطويات والكتب التي تعرف بالقاديانية على غرار كتاب "الجماعة الاسلامية الأحمدية"، والكتب التي تحاول الدفاع عنهم ككتاب "لماذا ينقمون منا؟".
وتعتبر منطقة أزفون من أكثر المناطق التي ينتشر فيها أتباع هذا الفكر الذين ازداد عددهم بعد أن استفادت قناة "أم تي أ العربية" الفضائية، لسان حال الأحمدية القاديانية، من تردد جديد على القمر هوت بيرد، وهو القمر الذي يستقبله سكان المنطقة كثيرا، ولما كانت هذه القناة تتحدث باسم الإسلام، فقد استطاعت أن تستقطب إليها الكثير من الناس وهم لا يعلمون أنها تدس السم الزعاف في العسل، ويؤكد الشيخ محمد حاج عيسى الذي تلقى دعوة من طرف زعيم القاديانيين في منطقة القبائل لمناظرته، أنهم جادون في نشر مذهبهم في السر والعلن، وأن قناتهم الفضائية يشرف عليها "دعاة" فلسطينيون يحملون الجنسية الإسرائيلية، وأتباعهم من الفلسطينيين يمنح لهم الحق في الانضمام الى الجيش الاسرائيلي رغم كونهم عربا، وقد تحدثت بعض الصحف الاسرائيلية قبل مدة عن تجنيد 600 شخص منهم.
.


جزائري أقنع والدته وإخوته باعتناق القاديانية!

ومن الواضح أن قناة "أم تي أ العربية" التي تبث من بريطانيا على القمرين نايل سات وهوت بيرد، استطاعت ان تستقطب إليها الكثير من الجزائريين الذين عجزوا عن فهم حقيقة أهدافها، حيث أعربوا أن أسفهم حينما حجبت القناة على الناسل سات، وقال جزائري يدعى "جمال" معلقا على ذلك: "في حقيقة الأمر هذا نصر للأحمدية الطاهرة النقية"! .
وعبر "محمد" عن حبه لأحد شيوخ القناة، قائلا: "أنا أحبك في الله يا أخي..." وأتبعه بسؤال حول صلاة الأحمديين واختلافها عن صلاة المسلمين، راجيا الشيخ أن يوضح له طريقة الصلاة لأنه: "من الذين يستمعون القول ويتبعون أحسنه" وأضاف "أنا مقتنع كل الاقتناع أن ميرزا غلام أحمد هو الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام"!! ورد عليه الشيخ بقوله: "مادمتَ مقتنعا بأن حضرة ميرزا غلام أحمد عليه السلام هو المسيح الموعود والمهدي، فما عليك سوى مبايعته، وذلك ببيعة خليفته، وهذا يتم بملء استمارة البيعة وإرسالها إلى أميرالمؤمنين الخليفة الخامس نصره الله".
والبيعة هي شروط يوقع عليها المنتمي الجديد إلى القاديانية، بحيث تلزمه بتحريم الجهاد وتحريف كلام الله ورسوله، ويرسلها إلى قناة الأحمدية أو إلى الموقع الرسمي لها. ويروي جزائري آخر يدعى "عبد العالي" لموقع الأحمدية كيفية اعتناقه المذهب قائلا: "مررت قبل البيعة بظروف جعلتني أتخلى عن فكرة وجود الله تعالى، ومع هذا كنت أصاحب السلفيين وكنت أحتار أمام الكثير من العقائد، خاصة قصة آدم التي كنت أراها عقيدة ظالمة للبشر؛ كيف يدفع الله بالبشرية جمعاء إلى الدنيا بعد أن سكنت الجنة من جراء خطأ شخص واحد؟ إلا أنني لم أتلق سوى أن يعيدو علي القصة من أولها لآخرها.
واستجاب الله"!! ـ »ومن يضلل الله فلا هادي له« ـ ويفتخر "عبد العالي" لكونه استطاع أن يقنع عائلته بالأحمدية "لقد هدى الله تعالى والدتي وثلاثة من إخوتي إلى الأحمديةو وكانت مهمة إقناعهم صعبة جداو فلجأت للدعاء وتذكرت رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف صبر وهدى الآلاف إلى الإسلام، فعظم مقامه في نفسي، تغيرت حياتي كليا والحمد لله".
.


توسيع صلاحيات المفتشيات الدينية

وفي رده على سؤال للشروق حول جهود وزارة الشؤون الدينية والأوقاف لإيقاف زحف هذا المذهب الخطير، قال المستشار الإعلامي لوزير الشؤون الدينية عدة فلاحي: "إن الوزارة لاحظت في المدة الأخيرة أن المرجعية الدينية أصبحت مهددة بالمرجعيات الأجنبية، لذلك عمدت إلى توسيع صلاحيات المفتشية على المستوى المركزي بالوزارة، وعلى المستوى الولائي، ولا يبقى دورها محصورا في تفتيش المرافق الدينية، وإنما في كل المحيط الذي تتواجد فيها هذه المرافق، وتسجيل كل التحركات المشبوهة التي تهدد الأمن الروحي والفكري للبلد، وتحريك المتابعة الأمنية، لأن ذلك يعتبر خرقا للإجماع الوطني والسلم الاجتماعي".


المصدر

http://www.echoroukonline.com/ara/articles/154941.html

كتاب جديد وضربة قاصمة لاتباع القديانية الأصول الذهبية في الرد على القاديانية

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسوله صلى الله عليه وسلم

واله وصحبه اجمعين 



اما بعد فاليكم هدا الكتاب الدي اتمنى ان يقع بين يدي من يحاور القديانيين واتمنى منه ان يقراه اكتر من مرة 

وكدالك القديانيين انفسهم اقراو كتاب لعل ان كنتم تودون الهداية هداكم الله 

الأصول الذهبية في الرد على القاديانية

  المؤلف: منصور أحمد شنيوتي

  تاريخ إضافته: 17 / 06 / ذ2013  

 للتحميل من هنا 



اسال الله عز وجل ان يهدي كل ضال الى الحق واسال الله عز وجل ان يهدينا واياكم ويتبتنا على الحق 

اللهم امين

الجمعة، 26 أبريل 2013

إبطال استدلال الطائفة الأحمدية بحديث : ( لو عاش إبراهيم لكان صديقا نبيا )



:السؤال
ما صحة هذا الحديث : ورد في " سنن ابن ماجة " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لو كان ابني إبراهيم حياً لكان صِدّيقاً نبياً ) والقاديانية والأحمدية يستخدمون هذا الحديث كدليل على أن الشريعة خُتمت بمحمد صلى الله عليه وسلم ، ولكن النبوة لم تُختم به.. فما قولكم ؟ وجزاكم الله خيراً .


الجواب :
الحمد لله
يمكننا تلخيص الجواب عن هذه الشبهة بالفقرات الآتية :
أولا :
الحديث المقصود في السؤال لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد روي مرفوعا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ :
لَمَّا مَاتَ إِبْرَاهِيمُ ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ : ( إِنَّ لَهُ مُرْضِعًا فِي الْجَنَّةِ ، وَلَوْ عَاشَ لَكَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا ، وَلَوْ عَاشَ لَعَتَقَتْ أَخْوَالُهُ الْقِبْطُ ، وَمَا اسْتُرِقَّ قِبْطِيٌّ )
رواه ابن ماجة في " السنن " (1511) من طريق داود بن شبيب الباهلي ، قال : حدثنا إبراهيم بن عثمان ، قال : حدثنا الحكم بن عتيبة ، عن مقسم ، عن ابن عباس به .
وهذا إسناد ضعيف جدا فيه علتان :
العلة الأولى : إبراهيم بن عثمان ، أبو شيبة الكوفي ، اتفق النقاد على ضعفه ، فضعفه أحمد وابن معين ، بل قال فيه ابن المبارك : ارم به ، وقال الترمذي : منكر الحديث ، وقال النسائي : متروك الحديث . ينظر : " تهذيب التهذيب " (1/145)
العلة الثانية : الانقطاع ، فقد قالوا في ترجمة إبراهيم بن عثمان إنه لم يسمع من الحكم سوى حديث واحد ، ولم يذكروا هذا الحديث ، وقالوا في ترجمة الحكم بن عتيبة إنه لم يسمع من مقسم سوى خمسة أحاديث ، ليس هذا منها ، فضلا عما اشتهر به من التدليس . ينظر : " تهذيب التهذيب " (2/434)
ولذلك ضعف الحديث ابن عدي في " الكامل " (8/507)، وابن حجر في " الإصابة " (1/94)، وابن كثير في " البداية والنهاية " (8/248) طبعة دار هجر ، والسخاوي في " المقاصد الحسنة " (ص/406)
وقال الشيخ الألباني رحمه الله :
" هذا إسناد ضعيف جداً ؛ إبراهيم هذا متروك الحديث ، وتابعه بقية عن الحكم به ، أخرجه ابن عساكر من طريق محمد بن يونس : أنبأنا سعد ابن أوس أبو زيد الأنصاري : أنبأنا بقية عنه . و ( بقية ) مدلس وقد عنعنه ، فمن المحتمل أن يكون تلقاه عن إبراهيم هذا أو غيره من المتهمين ثم دلسه !
ثم إن في الطريق إليه محمد بن يونس - وهو الكديمي – وضَّاع " انتهى من " السلسلة الضعيفة " (رقم/3202)، وانظر : (رقم/220)
وللحديث شاهد يرويه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (3/138) عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما مرفوعا : ( لو عاش إبراهيم لكان نبيا )، ولكنه ضعيف جدا أيضا ، فيه ثابت بن أبي صفية ، أبو حمزة الثمالي ، قال فيه الإمام أحمد : ضعيف ، ليس بشيء ، وقال أبو حاتم وأبو زرعة : لين الحديث . وقال النسائي : ليس بثقة ، وقال ابن عدي : وضعفه بيِّنٌ على رواياته ، وهو إلى الضعف أقرب ، وقال ابن حبان : كان كثير الوهم في الأخبار حتى خرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد ، مع غلوه في تشيعه . ينظر: " تهذيب التهذيب " (2/7-8)
ثانيا :
ورد معنى الحديث السابق في كلام بعض الصحابة رضوان الله عليهم ، وهذا تخريج ما ورد:
1- أخرج البخاري في "صحيحه" (6194) من طريق إسماعيل بن أبي خالد قال : قلت لابن أبي أوفى : رأيت إبراهيم ابن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟
قال : " مات صغيراً ، ولو قُضي أن يكون بعد محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نبي عاش ابنُه ، ولكن لا نبيّ بعده "
2- وعن إسماعيل بن عبد الرحمن السدي ، قال : سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول : " لو عاش إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم لكان صديقا نبيا "
رواه أحمد في " المسند " (19/359)، وفي (21/402) وغيره، وقال محققو المسند : " إسناده حسن من أجل السدي " انتهى.
فالخلاصة أن معنى الحديث يصح موقوفا من كلام أنس وابن أبي أوفى ، وليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم .
ثالثا :
وقد اختلف العلماء في هذه الآثار الواردة عن الصحابة على قولين :
القول الأول :
استنكر بعض العلماء هذا الكلام ، وردوا ما يوهمه من أن النبوة يمكن أن تورث .
فقال ابن عبد البر رحمه الله – معلقا على كلام ابن أبي أوفى - :
" هذا لا أدرى ما هو ، وقد ولد نوح عليه السلام من ليس نبيا ، وكما يلد غير النبي نبيا ، فكذلك يجوز أن يلد النبي غير نبي ، والله أعلم ، ولو لم يلد النبي إلا نبيا لكان كل واحد نبيا ، لأنه من ولد نوح عليه السلام ، وذا آدم نبي مكلم ، وما أعلم في ولده لصلبه نبيا غير شيث " انتهى من " الاستيعاب " (1/60)
وقال الإمام النووي رحمه الله :
" وأما ما روى عن بعض المتقدمين : ( لو عاش إبراهيم لكان نبيًا ) فباطل ، وجسارة على الكلام في المغيبات ، ومجازفة ، وهجوم على عظيم من الزلات ، والله المستعان " انتهى من " تهذيب الأسماء واللغات " (1/103)
القول الثاني :
قَبِلَ آخرون مِن أهل العلم الروايات السابقة ، ولكنهم قالوا إن الشرطية فيها غير لازمة ، ولا تدل على جواز الوقوع .
يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله – معلقا على كلام ابن أبي أوفى رضي الله عنه - :
" مثل هذا لا يقال بالرأي ، وقد توارد عليه جماعة – فذكر حديث ابن عباس وحديث أنس السابقين ثم قال - : فهذه عدة أحاديث صحيحة عن هؤلاء الصحابة ، أنهم أطلقوا ذلك ، فلا أدري ما الذي حمل النووي على استنكار ذلك ومبالغته...ويحتمل أن لا يكون استحضر ذلك عن الصحابة المذكورين فرواه عن غيرهم ممن تأخر عنهم فقال ذلك .
وقد استنكر قبله ابن عبد البر...مع أن الذي نقل عن الصحابة المذكورين إنما أتوا فيه بقضية شرطية " انتهى باختصار من " فتح الباري " (10/578)
ويقول الملا علي القاري رحمه الله :
" لا يستلزم وقوع المقدم في القضية الشرطية ، فلا ينافي كونه صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين ، فيقرب من قوله صلى الله عليه وسلم على ما رواه أحمد والترمذي والحاكم عن عقبة بن عامر مرفوعا : ( لو كان بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب ) والله سبحانه أعلم بما كان ، وما يكون ، وبما لا يكون ، وبأنه لو كان كيف يكون " انتهى باختصار من " مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح " (9/3721)، وأيضا: (9/3932)، وانظر تعليقا مهما له في " الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة " (ص/290)، وانظر: " الحاوي " للسيوطي (2/119)
رابعا :
الحقيقة أننا نعجب من الاستدلال بهذا الحديث – بفرض صحته – على جواز النبوة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فإن سياق الحديث على عكس ذلك تماما ، يُظهر أن المراد به إعلان انتهاء مقام النبوة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، وأن ذلك المقام لن يبلغه أحد من البشر ، إذ لو كان ذلك جائزا لكان أحق الناس بها إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن الله عز وجل توفاه لحكمة يعلمها سبحانه ، فلم يكن نبيا ، ولن يكون غيره نبيا ، فأي بيان أوضح من ذلك لمن أراد الهدى ، ولكنه هوى القلوب وعماها عن الحق ، فتحرف الكلم عن مواضعه ، والله عز وجل يقول : ( فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ ) المائدة/13.
خامسا :
معلوم عند أهل اللغة أن كلمة ( لو ) لا تدلّ على إمكانية وقوع المعلق ؛ وإنما يقول النحويون إنها حرف امتناع لامتناع ، يعني امتناع الجواب لامتناع الشرط ، وذلك كثير في القرآن الكريم ، كقول الله تعالى : ( قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا ) الإسراء/42، وقوله عز وجل : ( لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ) الأنبياء/22، فهل يقول عاقل إن هذه الآيات دليل على جواز أن يكون مع الله آلهة أخرى ؟!
فكذلك سياق الحديث الشريف يدل دلالة ظاهرة على أن المقصود التمثيل والافتراض ، والافتراض لا يعني جواز الوقوع ، بل قد يفترض المستحيل شرعا للوصول إلى مقصد التشبيه والتمثيل أو التدليل .
سادسا :
الاستدلال بآثار الصحابة فيه إلزام ظاهر لهم أيضا ، وذلك في قول ابن أبي أوفى – كما سبق نقله مما رواه البخاري – ( إلا أنه لا نبي بعده )، فهي جملة صريحة في نفي النبوة عن غير النبي صلى الله عليه وسلم ممن يأتي بعده .
يقول الشيخ الألباني رحمه الله :
" إذا عرفت هذا يتبين لك ضلال القاديانية في احتجاجهم بهذه الجملة : ( لو عاش إبراهيم لكان نبيا ) على دعواهم الباطلة في استمرار النبوة بعده صلى الله عليه وسلم ؛ لأنها لا تصح هكذا عنه صلى الله عليه وسلم ، وإن ذهبوا إلى تقويتها بالآثار التي ذكرنا كما صنعنا نحن فهي تلقمهم حجرا ، وتعكس دليلهم عليهم ؛ إذ إنها تصرح أن وفاة إبراهيم عليه السلام صغيرا كان بسبب أنه لا نبي بعده صلى الله عليه وسلم ، ولربما جادلوا في هذا - كما هو دأبهم - وحاولوا أن يوهنوا من الاستدلال بهذه الآثار ، وأن يرفعوا عنها حكم الرفع ، ولكنهم لم ولن يستطيعوا الانفكاك مما ألزمناهم به من ضعف دليلهم هذا ولو من الوجه الأول ، وهو أنه لم يصح عنه صلى الله عليه وسلم مرفوعا صراحة " انتهى باختصار من " السلسلة الضعيفة " (1/388)
وأخيرا :
الطائفة القاديانية أو ( اسمها الآخر الأحمدية ) متفق على خروجها عن ملة الإسلام لدى العلماء المعاصرين ، لما تشتمل عليه عقائدهم من أمور كفرية مناقضة لثوابت الشريعة الإسلامية ، وقد صدرت بكفرهم عشرات الفتاوى والقرارات المجمعية ، من أهمها قرار مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي ، رقم/4 (4/3)، فقد خالفت هذه الطائفة إجماع المسلمين القطعي على أنه لا نبي بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، ودلت على ذلك العديد من نصوص الكتاب والسنة الصحيحة الصريحة ، ينظر جواب السؤال رقم : (113393)
وفي موقعنا بعض الأجوبة التي توسعنا فيها في الحديث عنهم ، وذلك في الجواب رقم : (4060) ، (144765)
والله أعلم .

الأحد، 21 أبريل 2013

الرد الرشيد على الميرزا السليط فى مجئ مسيخ الدجال


الرد الرشيد على الميرزا السليط فى مجئ الدجال
بسم الله الرحمان الرحيم 
والحمد لله رب العالمين  
والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم


دأبت الجماعة الأحمدية (القاديانية ) على تأويل أحداث القرآن الكريم التى أخبرنا بها 
ربنا تبارك وتعالى تأويلاً فاسداً يتفق وعقيدتهم الفاسدة ومصلحتهم التى يرنوا إليها
فى تشكيك المسلمين فى عقيدتهم وثوابتهم التى يؤمنون بها ، وذلك خدمة لأسيادهم فى
إضعاف الأمة الإسلامية ومحاولة محو الهوية الإسلامية التى تهدد حياتهم ومستقبلهم .
وهذا ليس بالأمر المستغرب عليهم ، فدجالهم الذي يؤمنون به على أنه نبى مرسل ،
هو من علمهم ذلك وابتدعه لهم ، فقد قال فى تفسير قول الله تعالى :
(
إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكه ألا تخافوا ولا تحزنوا 
وأبشروابالجنه التى كنتم توعدون . نحن أولياؤكم فى الحياه الدنيا والاخره... )
(
فصلت 30 ،31 ) .

قال : "اعلموا يقيناً أن المبشرات التى تشرفت بها فى عزلتى ووحدتى ، سوف تتم بمرأى
الجيل الحاضر ومسمعهم ، وتثبت بالحق أن الاسلام هو الدين الحى ، لايبرح يوصل 
أهله إلى مقام المعرفه والوصال قبل مفارقتهم هذا العالم ، كما بشر به القرآن المجيد".
(
براهين أحمديه ، ج4 - ص468 )

وقال :"يغنيك ربك ويرحمك وإن لم يعصمك من الناس ، فيعصمك الله من عنده" .
(
براهين أحمديه ، ج4 - ص 510 )

ومما ذكره فى تأويله لقوله تعالى:

(
وَآَوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ )(50)المؤمنون .

قال: "إن المراد بها المسيح وأمه ، وأنهما هاجرا من فلسطين إلى كشمير، وأن المسيح 
وأمه سافرا إلى كشمير بعد واقعه الصلب ، كما قال سبحانه ، فإن الإيواء فى اللغه العربيه
تستعمل بمعنى الانقاذ، والإجاره من العذاب ، أو المشقه ، وظاهر أنه لم يبتل المسيح وأمه 
قبل واقعه الصلب بشئ من حدثان الدهر ، لذلك لزم منه أن الله تعالى إنما أدنى المسيح 
وأمه إلى الربوه المذكوره ، بعد حادثه الصلب" . (سفينة نوح)للغلام القادياني، ص 21 0

وقال فى الآيه الكريمه:

(
وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا 
وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ )(12،التحريم)

"
هذه بشاره بأنه سيكون فى الأمه الأسلاميه رجل من درجه مريم الصديقه ، ثم ينفخ
فيه روح عيسى ، فإذا مريم يخرج منها عيسى ، أى : الرجل ينتقل من صفاته المريميه 
إلى صفاته العيسويه ، فكأنما كينونته المريميه أنتجت العيسويه ، وبهذا المعنى يسمى ذلك 
الرجل: ابن مريم
.
(
د. حسن عيسى عبد الظاهر: القاديانية نشأتها وتطورها، ص 143-144 ) .

ومن هذا الكثير والكثير مما حرف وبدل به معانى كتاب الله تعالى عمدا ، لا جهلاً حتى
يصبوا إلى ما كان يرنوا إليه من تشكيك المسلمين فى عقائدهم .

كان لا بد من هذه المقدمة البسيطة لنتعرف على طبيعة تفكير القوم وطريقة تعاملهم
مع النصوص الشرعية وكيف ينظرون إليها ، وقد قمنا بالرد على ذلك كثيراً ، ولكن
كان لا بد من هذه التقدمة لارتباطها الوثيق بموضوعنا آلا وهو موضوع (الدجال )
وتعريفاته عند الجماعة الأحمدية (القاديانية ) ، مما له أهمية قصوى لديهم ، حيث أنهم
يعتبرونه دليل إثبات لنبوة (ميرزاهم الغلام أحمد ) ، ولأهمية هذا الموضوع فى عقيدتهم 
سنناقش أقوال ميرزاهم وأقوالهم ، وسنبطل لهم جميع حججهم بأمر الله تعالى وبالتالى
نبطل معها نبوة ميرزاهم المزعوم .
ونبدأ بحول الله وقوته ، بأقوال ميرزاهم نفسه فى الدجال وماذا قال فيه :

قال :" إذا رجعنا الى القرآن ونظرنا فيه .. هل هو يبين ذكر رجل خاص سمى دجالا ، 
فلا نجد فيه منه أثر ولا إليه إشارة ، مع أنه كفل ذكر واقعات عظيمة " (1)

ثم قال :
"
ولكن لا نجد فى القرآن ذكر الدجال الذى هو فرد خاص بزعم القوم "
(
حمامة البشرى ، ص 75 )(2)

ثم قال :
"
نعم إنا نرى أن القرآن قد ذكر صريحا فئة مفسدة فى الدين ، وذكر أن فى آخر الزمان 
يكون قوما مكارين مفسدين ، ينسلون من كل حدب ، ويهيجون الفتن فى الأرض كأمواج
البحار ، فتلك هى الفئة التى سميت فى الأحاديث دجالا " (3)

وقال :
"
فلا تكن من الممترين فى كون النصارى دجالا معهودا ومظهرا عظيما للشيطان"
(
حمامة البشرى ، ص 77) (4)

وقال :
"
الأوربيون اعتادوا على القول بأن مسيحين دجالين سيظهرون . وقد ظهر أول هؤلاء
المسيحين الدجالين والأنبياء الكذبة فى لندن ، وبعد هذا سيصل صوت المسيح الحقيقى
إلى لندن . وقد بينت الأحاديث أيضا أن المسيح الدجال سيدعى الألوهية والنبوة لنفسه ،
وبهذا تحقق هذا بشكل مذهل فى هذا الشعب ، فقد ادعى دوئى أنه رسول فى أمريكا 
وادعى بيغت أنه إله فى لندن" 
"
الملفوظات المجلد الرابع ، 11 نوفمبر 1902 م " (5)

وقال :
"
أرضيتم أن تتزايد فتن الدجالين القسيسين وتمتد إلى مائتين أو مئين ؟"
(
مكتوب أحمد ، ص28 ) (6)

مما سبق من كلام الميرزا فى موضوع الدجال يتجلى لنا أمرين شديدى الأهمية 
والخطورة بالنسبة لعقيدة هذا الرجل ومن اتبعه من جماعته .

الأمرالأول : يبدأ الرجل فى تشكيك المتلقى منه فى كل شئ من ثوابته وإيهامه بأنه يفهم
الأمر على غير مقصده الحقيقى كما فى المثال (1) و(2) ، فبدأ بقوله إن الدجال لم 
يذكرفى القرآن الكريم صراحة .
ومن هذا المنطلق يوجه فكر المتلقى منه الى حقيقة أنه فعلا لم يذكر صراحة فى القرآن
الكريم كما ذكر يأجوج ومأجوج والدابة ، مع عظم أمره كما صرحت بذلك الأحاديث
النبوية الشريفة كقوله صلى الله عليه وسلم (بادروا بالأعمال سبعاً فهل تنتظرون إلا فقراً 
منسياً أو غنى مطغياً أو مرضاً مفسداً أو هرماً مقيداً أو موتاً مجهزاً أو الدجال فشر غائب 
ينتظر أو الساعة والساعة أدهى وأمر) {الترمذى ، والنسائى ، والحاكم وصححه} .
وقوله صلى الله عليه وسلم : 
(
مَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَأَنْذَرَ قَوْمَهُ الْأَعْوَرَ الدَّجَّالَ ) {البخارى ، ومسلم } .
فهذه الأحاديث الشريفة توضح وتبين عظم فتنة خروجه وخطرها على الناس ، ومع
ذلك لم يذكر خروجه صراحة فى القرآن الكريم .
ولقد أورد الأمام ابن حجر ذلك فى فتح البارى قوله :
{
اِشْتَهَرَ السُّؤَال عَنْ الْحِكْمَة فِي عَدَم التَّصْرِيح بِذِكْرِ الدَّجَّال فِي الْقُرْآن مَعَ مَا ذُكِرَ عَنْهُ مِنْ 
الشَّرّ وَعِظَم الْفِتْنَة بِهِ وَتَحْذِير الْأَنْبِيَاء مِنْهُ وَالْأَمْر بِالِاسْتِعَاذَةِ مِنْهُ حَتَّى فِي الصَّلَاة ، وَأُجِيبَ 
بِأَجْوِبَةٍ :

أَحَدهَا : أَنَّهُ ذُكِرَ فِي قَوْله ( يَوْم يَأْتِي بَعْض آيَات رَبّك لَا يَنْفَع نَفْسًا إِيمَانهَا ) فَقَدْ أَخْرَجَ 
التِّرْمِذِيّ وَصَحَّحَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رَفَعَهُ " ثَلَاثَة إِذَا خَرَجْنَ لَمْ يَنْفَع نَفْسًا إِيمَانهَا لَمْ تَكُنْ 
آمَنَتْ مِنْ قَبْل : الدَّجَّال وَالدَّابَّة وَطُلُوع الشَّمْس مِنْ مَغْرِبهَا " 

الثَّانِي : قَدْ وَقَعَتْ الْإِشَارَة فِي الْقُرْآن إِلَى نُزُول عِيسَى بْن مَرْيَم فِي قَوْله تَعَالَى :
(
وَإِنْ مِنْ أَهْل الْكِتَاب إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْته ) وَفِي قَوْله تَعَالَى ( وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ ) 
وَصَحَّ أَنَّهُ الَّذِي قَتَلَ الدَّجَّال فَاكْتَفَى بِذِكْرِ أَحَد الضِّدَّيْنِ عَنْ الْآخَر ، وَلِكَوْنِهِ يُلَقَّب الْمَسِيح 
كَعِيسَى ؛ لَكِنَّ الدَّجَّال مَسِيح الضَّلَالَة وَعِيسَى مَسِيح الْهُدَى .

الثَّالِث : أَنَّهُ تَرَكَ ذِكْره اِحْتِقَارًا ، وَتُعُقِّبَ بِذِكْرِ يَأْجُوج وَمَأْجُوج وَلَيْسَتْ الْفِتْنَة بِهِمْ بِدُونِ الْفِتْنَة 
بِالدَّجَّالِ وَاَلَّذِي قَبْلَهُ } .

فالحاصل من الأمر أنه يبدأ بزرع الشك أولا لدى المتلقى منه حتى يسهل عليه أن يسوق
إليه ما يريد أن ُيمليه عليه فيتقبله فى يسر وسهولة ، ودون مقاومة فكرية لما ُيلقيه إليه
من سموم وأفكار ملوثة ومشوهة ، فهذا دأبه ونهجه وهو المنهج نفسه الذى تتبناه جماعته 
ولا يحيدون عنه قيد أنملة ، فجميع مؤلفاته التى يزعم أنه ألفها ونحن نشك فى قدرته على 
ذلك ، تجده يسرد فيها الصفحات الطوال فى التشكيك فى أمر معين ويلقى عليه شبه معقولة
وغير معقولة ، مقبولة وغير مقبولة ، كما فعل فى مسألة موت عيسى عليه السلام ، فلا
تجد كتاب له إلا وسرد فيه عشرات الصفحات من أجل هذه المسألة ، ولا يخلو مؤلف من
مؤلفاته المزعومة إلا وساق فيه نفس الموضوع بإصرار عجيب ، لكى يوصلك الى بعض
القناعة بما يقول .

الأمر الثانى : وهو تأويلاته الفاسدة لكل النصوص بما لم يقل به أحد من أهل العلم 
المعتبرين من المسلمين فى القديم أو المعاصر ، سواء كانت تلك النصوص للقرآن 
الكريم أو السنة النبوية المطهرة ، كما فعل فى المثال (4) ، و(6) .
والملاحظ أنه لايلتزم بأى قاعدة من القواعد اللغوية أو الشرعية ، ولكن مبعثه فى 
ذلك هواه وميوله وشيطانه .

تلك كانت مقدمة سريعة ومدخل لموضوعنا الذى سنتحدث عنه بمشيئة الله تعالى 
وهو موضوع الدجال وفهم القاديانى وجماعته لهذا الأمر والرد على افتراءاتهم 
ودحض حجج نبيهم المزعوم وبيان كذبه وتدليسه فى هذا الأمر .

من أقوال هذا الغلام فى الفقرات السابقة من (1) الى (6) ومن خلال مؤلفات مختلفة
له ، نخلص الى الآتى :
1-
فى الفقرتين (1) ، (2) أنكر ذكرالدجال بتاتا ، واستشهد على ذلك بعدم ذكره 
فى القرآن الكريم .

2-
فى الفقرة (3) نقض قوله الأول ، وقرر بأن يأجوج ومأجوج المذكورين فى القرآن
الكريم هم الدجال .

3-
فى الفقرة (4) جاء لنا بتفسير مخالف تماما لما قاله فى الفقرات (1) ، (2) ، (3) ،
وقرر بأن الدجال هم النصارى .

4-
فى الفقرة (5) ترك القرآن الكريم وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واعتمد
على نصوص الأوربيين فى أنه سيظهر دجالين اثنين ، أحدهما سيدعى النبوة ، والثانى
سيدعى الأولوهية ، فأقرهم على ذلك .

5-
فى الفقرة (6) انقلب مرة أخرى على آراءه السابقة ، فقرر أن الدجال هم القساوسة
وحدد مدة مكوثهم لفتنة الناس بمائتى عام أو ربما يطول الأمر الى مئات الأعوام .

فمما سيق يتضح لنا أمور منها :

-
إن هذا الرجل إما أن يكون مغيباً ، فهو لا يعى ما يكتب وما كتب سابقاً ، وتلك من 
أكبر وأعظم الأدلة على فساد دعواه فى كونه نبياً يوحى إليه ، إذ أنه حتى لا يصلح
أن يكون كاتبا يتبنى قضية ما ، فكيف يتأتى له أن يدافع عن قضية ما وسط كل هذه 
الآراء المتضاربة والمتعارضة لنفس الشخص ؟؟
وكيف يؤمن بعقيدة وهو إنسان متأرجح بين تلك الآراء المختلفة ، فيتبنى الرأى ثم ما
يلبث أن يخالفه إلى غيره من غير أن يجبره على ذلك أحداً ؟؟

-
وإما أن يكون من يكتب غيره ، ولكل كاتب وجهة نظره فى القضية ، فيكتب فيها ما
يراه هو وما يؤمن به هو ، ثم ينسب هذا كله إليه ، وهو حتى ما قرأ ما ُكتب فيجمع
بينه أو يصححه ، وهذا على الأرجح عندى ما كان يحدث مع هذا الغلام .
وفى هذه الحالة أيضاً هو كذاب أشر ، سارق لجهد غيره ، ناسبه لشخصه ولنفسه 
لينال به شرف فى الدنيا ، ولا علاقة له من قريب أو من بعيد بدين أو عقيدة .

ثم نأتى أخيراً لمناقشة ماذهب إليه هذا الغلام الدعى ، وما قرره من أباطيل ومزاعم
وما نسجه من خرافات وخزعبلات فى أمر المسيح الدجال .

-
فقد ذهب هذا الدعى أن الدجال هم يأجوج ومأجوج ، وذهب إلى أن يأجوج ومأجوج
هم النصارى ، كما جاء فى كتابه حمامة البشرى فى صفحة 75 إلى صفحة 77 (3)،
(4)
، وهذا مخالف تماماً لما جاء فى حديث النبى صلى الله عليه وسلم من أن الدجال
رجل واحد ، كما أن النبى صلى الله عليه وسلم حدد صفة ووصف هذا الرجل ، وليس
ذلك فقط وإنما شبهه بشخص معروف لدى الصحابة الكرام وذكره لهم بالأسم .

فلنرى ماذا قال النبى صلى الله عليه وسلم عن الدجال :
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: 
(
بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ فَإِذَا رَجُلٌ آدَمُ سَبْطُ الشَّعَرِ يَنْطُفُ أَوْ يُهَرَاقُ رَأْسُهُ مَاءً قُلْتُ مَنْ 
هَذَا قَالُوا ابْنُ مَرْيَمَ ثُمَّ ذَهَبْتُ أَلْتَفِتُ فَإِذَا رَجُلٌ جَسِيمٌ أَحْمَرُ جَعْدُ الرَّأْسِ أَعْوَرُ الْعَيْنِ كَأَنَّ 
عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ قَالُوا هَذَا الدَّجَّالُ أَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ شَبَهًا ابْنُ قَطَنٍ رَجُلٌ مِنْ خُزَاعَةَ)
(
فتح البارى ، رقم 6595 ) .

وفى حديث النواس ابن سمعان الطويل الذى فى صحيح مسلم : 
أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : 
(
إِنَّهُ شَابٌّ قَطَطٌ عَيْنُهُ طَافِئَةٌ كَأَنِّي أُشَبِّهُهُ بِعَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قَطَنٍ فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ فَلْيَقْرَأْ 
عَلَيْهِ فَوَاتِحَ سُورَةِ الْكَهْفِ) (مسلم ، رقم 5228 بشرح النووى ) .
فهذه الأحاديث تقطع بما لا مجال للشك بأن الدجال رجل وأنه شبيه لرجل يعرفه من
ُيتحدث إليهم ، وأنه أعور .



فكيف يتحول الرجل الواحد إلى أمم كثيرة تعدادها اليوم بمليارات البشر من النصارى
فى انحاء العالم ، أو بملايين القساوسة الذين يملؤن مئات الآلاف من الكنائس على 
مستوى العالم كله ، أو حتى إلى رجلين اثنين أحدهما فى لندن والآخر فى أمريكا كما
زعم هذا الغلام الكاذب المبدل لكلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم .

-
وكما ذكرنا أن هذا الكاذب جعل الدجال والنصارى ويأجوج ومأجوج شيئا واحدا، 
وهذا مخالف لعقيدة المسلمين تماما .
إذ أن يأجوج ومأجوج موجودون من قبل أن يوجد النصارى كما قال تعالى :

(
حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93) 
قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى 
أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ 
وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا )(95 ، الكهف ).

فمن المعلوم فى التاريخ ، حتى على من يزعمون أن الاسكندر هو ذو القرنين ، وهذا
باطل طبعا فالاسكندر كان كافرا ، وذو القرنين ملكا نبيا مؤمنا ، فلو سلمنا جدلا على
أنه الاسكندر فالأسكندر كان قبل ميلاد عيسى عليه السلام بمئات السنين .
إذاً فيأجوج ومأجوج موجودون من قبل النصارى ، والنصارى وجدوا بعدهم ، والنصارى
وجدوا من قبل بعثة النبى صلى الله عليه وسلم بحوالى ستة قرون ، والدجال سيخرج
فى قرب قيام الساعة ، فكيف يكون هؤلاء الثلاثة الذين بينهم فروق زمنية شاسعة شئ
واحد ؟؟!! 

فقد جاء فى صحيح مسلم عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ الْغِفَارِيِّ قَالَ :
"
اطَّلَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْنَا وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ فَقَالَ : مَا تَذَاكَرُونَ قَالُوا :
نَذْكُرُ السَّاعَةَ قَالَ إِنَّهَا لَنْ تَقُومَ حَتَّى تَرَوْنَ قَبْلَهَا عَشْرَ آيَاتٍ فَذَكَرَ الدُّخَانَ وَالدَّجَّالَ وَالدَّابَّةَ 
وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَنُزُولَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَأَجُوجَ وَمَأْجُوجَ 
وَثَلَاثَةَ خُسُوفٍ خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ وَخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ وَآخِرُ ذَلِكَ نَارٌ 
تَخْرُجُ مِنْ الْيَمَنِ تَطْرُدُ النَّاسَ إِلَى مَحْشَرِهِمْ " (مسلم ، بشرح النووى ، رقم 5162 ) .

فى هذا الحديث الشريف ذكر النبى صلى الله عليه وسلم عشرة أمور ، منهم الدجال 
ونزول عيسى عليه السلام ليكسر الصليب ويقتل الخنزير كما جاء فى حديث آخر ، أى
أنه سينزل لتصحيح عقيدة النصارى فيؤمنوا به على أنه رسول ، وليس إله أو ابن إله
كما يزعم النصارى ، ويأجوج ومأجوج ، فلو كان الثلاثة أمور شيئ واحد لأصبح الرقم
أقل من عشرة ، والنبى صلى الله عليه وسلم ذكر أنهم عشر آيات .

أليس منكم ولا فيكم وما مر عليكم رجل رشيد يميز ويقول أنى هذا ؟؟

ونأتى إلى خاتمة هذا المقال بالرد على ما أورده فى الفقرة (6) والتى يحذر فيها من 
أن فتنة الدجال أو القساوسة ـ فالقساوسة فى زعمه هم الدجال ـ قد تمتد فتنتهم إلى
مائتى عام أو مئات الأعوام إذ لم يؤمن الناس بأنه هو المسيح الذى جاء ليخلص 
المسلمين من الدجال ـ الذين هم القساوسة ـ وأنه نبى مرسل من عند الله .
فالله تبارك وتعالى أراد أن يفضحه ويفضح كذبه ، فجعله يقرر أن مكوث الدجال فى
الأرض قد يمتد لمئات السنين ، فخالف بذلك قول النبى صلى الله عليه وسلم فى مدة
مكوث الدجال فى الأرض ، لأنه لوالتزم بالمدة التى حددها رسول الله صلى الله عليه
وسلم ، والتى جاءت فى الأحاديث الصحيحة ، والتى قدرها رسولنا الكريم صلوات الله
وسلامه عليه بأربعين يوماً يُقتل بعدها الدجال ، لانفضح أمره وظهر دجله وكذبه بعد
هذه الفترة ولرجمه الناس بالنعال على كذبه . 

فقد جاء فى صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله 
عليه وسلم :
(
يَخْرُجُ الدَّجَّالُ فِي أُمَّتِي فَيَمْكُثُ أَرْبَعِينَ لَا أَدْرِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا أَوْ أَرْبَعِينَ شَهْرًا أَوْ أَرْبَعِينَ 
عَامًا ) .
وفى مسلم أيضاً من حديث النواس بن سمعان الطويل قال فيه :
(
يَا عِبَادَ اللَّهِ فَاثْبُتُوا قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا لَبْثُهُ فِي الْأَرْضِ قَالَ أَرْبَعُونَ يَوْمًا يَوْمٌ كَسَنَةٍ 
وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَسَنَةٍ 
أَتَكْفِينَا فِيهِ صَلَاةُ يَوْمٍ قَالَ لَا اقْدُرُوا لَهُ قَدْرَهُ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا إِسْرَاعُهُ فِي الْأَرْضِ 
قَالَ كَالْغَيْثِ اسْتَدْبَرَتْهُ الرِّيحُ .......... الخ ) .

فمن خلال ماجاء فى الحديثين الشريفين للرسول صلى الله عليه وسلم يتضح لنا المدة التى
سيمكثها الدجال فى الأرض وهى أربعون يوما ، وليست مائتى سنة ولا مئات السنين كما
زعم هذا المخرف الكذاب الذى خشى انفضاح أمره خلال أربعون يوماً ، فمددها إلى 
مائتى سنة أو مئات السنين .
فلاشك أن هذا الرجل كذاب أشر ودعى فاجر ، وهو بلا شك وجميع اتباعه كفار فجرة .

وللموضوع بقية نكمله بمشيئة الله تعالى .