الأربعاء، 20 مارس 2013

القول الصريح في الرد على من قال بموت المسيح


القول الصريح في الرد على من قال بموت المسيح


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أما بعد :

الحقيقة أنا لا أتعجب من اصرار الأحمدين على القول بموت المسيح لأن القول بموت المسيح يخدم عقيدتهم في أن النازل في آخر الزمان ليس هو المسيح بن مريم عليه السلام بل هو غلام أحمد القادياني ، وهنا ان شاء الله سوف اذكر شبهاتهم وارد عليها رجيا من الله التوفيق :

أولا : قالوا : الرد على الأدلة التي يحتج بها بعض الناس على حياة المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام الدليل الأول{وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا * بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} (النساء 158-159) فمن لم يُقتل ولم يُصلب فهو حي. الجوابإن الله تعالى يقول أن اليهود ما قتلوا المسيح وما أماتوه على الصليب ولكن أغمي عليه وشُبِّه بالمقتول والمصلوب، واليهود أعلنوا موته على الصليب ليثبتوا أنه كان كاذبًا ولم يكن مرفوعًا إلى الله، فردَّ الله عليهم بأنهم ما قتلوه بل رفعه الله إليه؛ أي أكرمه وقرَّبه إليه، ومعلوم أن اليهود إنما أنكروا رفعه الروحاني فقط، وظنوا أنه صار ملعونًا بموته على الصليب حسب التوراة، فردَّ الله عليهم بقوله {بل رفعه الله إليه} بأنه لم يكن ملعونًا بل كان من المقربين، وقد مر بحث الرفع مفصلاً.ومن أعجب العجائب أن يقال عن رجلٍ أنه لم يمت لأنه لم يُقتل ولم يُصلب. إذ إن وسائل الموت ليست منحصرة في القتل والصلب فقط، بل هناك أسبابٌ أخرى أيضًا للموت كالأمراض المختلفة وغيرها.

الرد عليهم :

نحن لا نقول أن من لم يقتل ولم يصلب يعني ذلك انه لم يمت فيجب عليهم أن يكونوا أمينين في النقل بل ما نقوله : أن الله تعالى أخبرنا انه لم يقتل ولم يصلب وكان البديل عن القتل والصلب هو الرفع {بل رفعه الله إليه} فإن قالوا أن الرفع هنا يعني رفع المكانه فنقول لهم كيف يرفع الله مكانته ( إليه ) فهذا المعنى لا يستقيم فالآية صريحه في أن الرفع كان بحق المسيح عليه السلام والضمير عائد إليه .


ثانيا : قالوا : ما ذهب إليه المفسرون بأن رجلاً آخر شبه بالمسيح وحُوِّل إلى صورته وقتله اليهود على الصليب، فليس بمقبولٍ لأنه مخالفٌ للتاريخ... من أخبر المفسرين بأن المعلَّق على الصليب كان غير المسيح؟ هل أخبرهم اليهود أو النصارى أم النبي صلى الله عليه وسلم؟ كلا! بل إنهم اخترعوا هذه العقيدة من عند أنفسهم...


الرد عليهم :

نحن لم نخترع عقيدة أن رجل ألقي عليه شبه المسيح من عند انفسنا !

بل جاءت فيه رواية عن ابن عباس في تفسيره للشبيه جاء فيه :" لما ارد الله أن يرفع عيسى إلى السماء خرج إلى أصحابه وفي البيت اثنا عشر رجلا من الحواريين فخرج عليهم من عين البيت ورأسه يقطر ماء فقال : أيكم يلقى عليه شبهي فيقتل مكاني ويكون معي في درجتي ؟ فقام شاب من أحدثهم سنا فقال له اجلس ، ثم أعاد عليهم ، فقام الشاب ، فقال اجلس ، ثم أعاد عليهم ، فقام الشاب فقال : أنا ، فقال : أنت ذاك ، فألقي عليه شبه عيسى ، ورفع عيسى من روزنة البيت إلى السماء ". الدر المنثور 262/2 ومصنف ابن ابي شيبة رقم 31867

قال ابن كثير في تفسيره : " وهذا اسناد صحيح إلى ابن عباس ". تفسير ابن كثير 574/1

وقال الشوكاني : " وصدق ابن كثير فهؤلاء كلهم من رجال الصحيح ". فتح القدير للشوكاني عند آية 157 من سورة النساء .

فمن نتبع تفسيركم أم تفسير ابن عباس رضي الله عنهما !؟


ثالثا : اما قولهم : أن المسيح صلب ولم يمت على الصليب بل شبه لهم انه مات على الصليب !
الرد عليهم : فنقول : فسبحان الله فصالبيه هم أغبياء صلبوه ولم يتأكدوا من موته بعدما صلب ولم يتأكدوا من دفنه ثم بعدها ذهب الى كشمير الى هذه الدرجه هم اغبياء! ثم اذا لماذا قال الله : {بل رفعه الله إليه} لماذا لم يقل بل ذهبنا به إلى كشمير .


رابعا : قالوا : }وإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ} (الزخرف: 62)الجواب:(1) إن هذه الآية لا تدل على حياته ونزوله من السماء أبدًا، لأن الله تعالى قال”وإنه لعلم للساعة” وما قال “إنه سيكون علمًا للساعة”.

الرد عليهم :

من أولى بالإتباع آرائكم أم تفسير ابن عباس الذي فسرها بقوله : هو خروج عيسى بن مريم قبل يوم القيامة ". مستدرك الحاكم وصححه الحاكم والذهبي حديث رقم3713

خامسا : قالوا : وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ} (آل عمران: 47)استدل المفسرون بهذه الآية على نزول المسيح عليه السلام من السماء مستندين إلى أنه رُفع وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة ولم يبلغ الكهولة، فيكون كهلاً بعد نزوله من السماء.الجواب بأن هذا الاستدلال باطل لوجهين:(الأول) أن القول بعدم جواز استعمال لفظ الكهل في حق ابن ثلاث وثلاثين سنة باطل من حيث اللغة، لأن الكهل في اللغة هو من كانت سنو عمره بين الثلاثين والخمسين تقريبًا (المنجد). فالمسيح عليه السلام كان بلغ الكهولة؛ إذ مكث في هذه الدنيا أكثر من ثلاثين سنة حسب أقوال المفسرين، فلهذا لا يرجع إلى الدنيا مرة أخرى، ثم ورد في الحديث الشريف “عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة في مرضه الذي توفي فيه “أن عيسى بن مريم عاش عشرين ومائة سنة وإني لا أراني إلا ذاهبًا على رأس الستين” (كنـز العمال ج6 ص120، وتفسير ابن كثير ج2 ص242). وأخرجه الطبراني والحاكم أيضًا بسند رجال ثقات (راجع صفحة 8 من حجج الكرامة للسيد صديق حسن).هذا وقد عزا بعض الناس تفاسير باطلة إلى الصحابة رضي الله عنهم، كما قال الإمام جلال الدين السيوطي رحمه الله: “هذه التفاسير الطوال التي أسندوها إلى ابن عباس غير مرضية ورواتها مجاهيل” (الإتقان: الجزء الثاني صفحة 188).(الثاني) قال الحافظ ابن قيم رحمه الله في كتابه (زاد المعاد): “وأما ما يُذكر عن المسيح أنه رُفع إلى السماء وله ثلاث وثلاثون سنة فهذا لا يُعرف له أثر متصل يجب المصير إليه” الجزء الأول صفحة 27.



الرد عليهم : أما عن قولهم :" لفظ الكهل في حق ابن ثلاث وثلاثين سنة باطل من حيث اللغة، لأن الكهل في اللغة هو من كانت سنو عمره بين الثلاثين والخمسين تقريبًا". فهذا الكلام غير صحيح إذ جاء في لسان العرب اكثر من تفسير للكهل :" الكَهْلُ: الرجل إِذا وَخَطه الشيب ورأَيت له بَجالةً، وفي الصحاح: الكَهْلُ من الرجال الذي جاوَز الثلاثين ووَخَطَه الشيبُ.
وفي فضل أَبي بكر وعمر، رضي الله عنهما: هذان سيِّدا كُهول الجنة، وفي رواية: كُهولِ الأَوَّلين والآخِرين؛ قال ابن الأَثير: الكَهْلُ من الرجال من زاد على ثلاثين سنة إِلى الأَربعين، وقيل: هو من ثلاث وثلاثين إِلى تمام الخمسين؛ وقد اكْتَهَلَ الرجلُ وكاهَلَ إِذا بلغ الكُهولة فصار كَهْلاً، وقيل: أَراد بالكَهْلِ ههنا الحليمَ العاقلَ أَي أَن الله يدخِل أَهلَ الجنةِ الجنةَ حُلماءَ عُقَلاءَ، وفي المحكم: وقيل هو من أَربع وثلاثين إِلى إِحدى وخمسين. قال الله تعالى في قصة عيسى، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: ويُكَلِّم الناسَ في المهدِ وكَهْلاً؛ قال الفراء: أَراد ومُكَلِّماً الناس في المهد وكَهُْلاً؛ والعرب تَضَع يفعل في موضع الفاعل إِذا كانا في معطوفين مجتمعين في الكلام كقول الشاعر: بِتُّ أُعَشِّيها بِعَضْبٍ باتِرِ، يَقْصِدُ في أَسْوُقِها، وجائِرِ أَراد قاصِدٍ في أَسوُقها وجائرٍ، وقد قيل: إِنه عطف الكَهْل على الصفة، أَراد بقوله في المَهْد صبيّاً وكَهْلاً، فردَّ الكَهْلَ على الصفة كما قال دَعانا لِجَنْبِه أَو قاعِداً؛ روى المنذري عن أَحمد بن يحيى أَنه قال: ذكر الله عز وجل لعيسى آيتين: تكليمه الناس في المَهْد فهذه معجزة، والأُخْرى نزوله إِلى الأَرض عند اقتراب الساعة كَهْلاً ابن ثلاثين سنة يكلِّم أُمة محمد فهذه الآية الثانية. قال أَبو منصور: وإِذا بلغ الخمسين فإِنه يقال له كَهْل؛"



اما بالنسبة لقولهم : في الحديث الشريف “عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة في مرضه الذي توفي فيه “أن عيسى بن مريم عاش عشرين ومائة سنة وإني لا أراني إلا ذاهبًا على رأس الستين”

فهذه عدم امانة في النقل إذ يجب عليهم ذكر الحديث بتمامه وتمامه : " وأخبرني أنه لم يكن نبي كان بعده نبي إلا عاش بعده نصف عمر الذي كان قبله ، واخبرني أن عيسى بن مريم عاش عشرين ومائة سنة وإني أراني إلا ذاهبا على رأس الستين ".


و هذا الحديث كل طرقه فيها ضعف وقال عنه الهيثمي رواه الطبراني بإسناد ضعيف، وروى البزار بعضه أيضا وفي رجاله ضعف. هذا أولا ، أما ثانيا : فإن هذا الحديث يتعارض مع نبوة غلام أحمد المزعومة فالحديث يقول أن كل نبي عاش نصف عمر الذي قبله وهذا يعني أن غلام أحمد القادياني يجب أن لا يعيش أكثر من 32 سنة وهذا يتعارض مع واقعه فقد عاش قرابة 73 سنة ، فإما أن يكفوا عن الإستدلال بهذا الحديث وإما أن يثبتوا كذب غلام أحمد بإدعاء النبوة بناءا على هذا الحديث .


أما بالنسبة لاستدلالهم بسن 33 سنه وهو سن رفع المسيح عليه السلام واستدلالهم بقول ابن القيم رحمه الله فان الروايات والتفاسير جاءت تثبت ذلك وهي :

عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى في سورة الأحقاف 15 :" حتى إذا بلغ أشده " قال :" ثلاثة وثلاثون وهو الذي رفع عليه عيسى بن مريم عليه السلام. مجمع الزوائد للهيثمي 7\106 .

وقال سعيد بن المسيب :" رفع عيسى بن مريم وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة ". مستدرك الحاكم وسكت عنه الذهبي حديث رقم 5173



سادسا : {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا} (النساء 160).
وفي الحديث: “عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينـزل فيكم ابن مريم حكمًا عدلاً فيكسر الصليب ويقتل الخنـزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد حتى تكون السجدة الواحدة خيرًا من الدنيا وما فيها. ثم يقول أبو هريرة رضي الله تعالى عنه فاقرؤوا إن شئتم: وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمننّ به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدًا.. (


اعترض الاحمديون على تفسير ابي هريره لهذه الاية وقد فسرها ابن عباس نفس تفسير أبي هريرة فقال :" قبل موت عيسى ". تفسير الطبري عند تفسيره لهذه الآية.


فمن اولى بالاتباع تفسير الاحمديين ام تفسير الصحابه كابي هريره وابن عباس.

أبو عبيدة العجاوي - هاني أمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.