هل المسيح عليه السلام يعلم أن النصارى إتخذوه إله ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أما بعد :
إخواني الأعزاء سوف أقوم إن شاء الله بتحليل الآيات رقم 116 و 117 و118و119من سورة المائدة والحديث النبوي المتعلق بهذه الآيات وهذه الآيات وهذاالحديث يستدل بهما الأحمديون على موت المسيح عيسى بن مريم عليه السلام .
قال تعالى : " وإذ قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأميإلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنتقلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب (116) ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهمشهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد (117) إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم (118) قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهارخالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم(119) ".المائدة
يقول الأحمديون : أن لفظ التوفي في الآيات يعني الموت وأن عيسى عليه السلاميقول في جوابه أنه كان رقيبا شهيدا على قومه ، وأنه لم يفارق قومه إلابالموت بدليل قوله :( وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم ) ولم يفارقهم إلابالوفاة لقوله: ( فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم ) والمسيح لم يعلمأبدا بأن النصارى كفروا وضلوا بعد أن فارقهم واتخذوه إلها ، فلو كان رجوعهمن السماء محتملا لعلم ضلالهم وكفرهم واتخاذهم إياه إلها .
واستدلوا بالحديث النبوي الذي رواه البخاري وجاء فيه : ( ثم يؤخذ برجال منأصحابي ذات اليمين وذات الشمال فأقول أصحابي فيقال إنهم لم يزالوا مرتدينعلى أعقابهم منذ فارقتهم فأقول كما قال العبد الصالح عيسى بن مريم :" وكنتعليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كلشيء شهيد ، إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ). البخاري ، كتاب بدء الخلق ، باب واذكر في الكتاب مريم .
وقال الأحمديون : فكما أن الارتداد حصل في الصحابة بعد وفاة النبي صلى اللهعليه وسلم كذلك الارتداد حصل بعد وفاة عيسى عليه السلام . فلو سلمنا أنالمسيح عليه السلام حي في السماء بجسده العنصري ثم ينزل منها ويشاهد بنفسهأن النصارى اتخذوه إلها ، فلا شك أن جوابه أن جوابه المذكور في الآية يومالقيامة كذبا وخلاف الحقيقة . ولا يمكن لنبي أن يكذب أمام الله تعالى يومالقيامة .
وما أريده هنا هو إثبات عدم موت عيسى عليه السلام وأنه يعلم أن النصارىاتخذوه إلها ، بنفس الآيات ونفس الحديث التي يستدل بها الأحمديون على موتهوعدم علمه بأن النصارى إتخذوه إله
.
اختلف المفسرون في كلام الله عز وجل المذكور على قولين :
القول الأول : أن هذا الكلام بين الله والمسيح عليه السلامكان بعد رفعهإلى السماء على اعتبار أن ( إذ ) تستعمل للماضي لا للمستقبل .
القول الثاني : أن هذا الكلام لا يكون إلا يوم القيامة بدليل قوله تعالى :" قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم ". وقول المسيح عليه السلام : " إنتعذبهم فإنهم عبادك ".
بالنسبة للقول الأول الذي يقول أن ( إذ ) تستعمل للماضي ، نقول نعم
وجاءت آيات قرآنية كثيرة استعملت فيها ( إذ ) لحدث وقع في الماضي والأمثلة كثيرةمنها :
قوله تعالى : " وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة". البقرة 30
قوله تعالى :" وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس ". البقرة 34
قوله تعالى :" وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب". البقرة 49
قوله تعالى :" وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا ". المائدة 20
قوله تعالى :" وإذ قال إبراهيملأبيه آزر أتتخذ أصناما آلهة ". الأنعام 74
قوله تعالى :" وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة ". الأعراف 171
قوله تعالى :" وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا ". إبراهيم 35
قوله تعالى :" وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حمإ مسنون ". الحجر 28
قوله تعالى :" وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا ". الكهف 60
قوله تعالى :" وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم ". لقمان 13
فإذا دققت أخي القارئ تجد أن كل الآيات تتحدث عن الزمن الماضي وكل هذهالأحداث وقعت في الزمن الماضي واستعملت ( إذ ) للتعبير عن الزمن الماضي .
فإذا قلنا أن قوله تعالى :" وإذ قال الله يا عيسى أأنت قلت للناس إتخذونيوأمي إلهين ... ". قد وقع في الزمن الماضي ، فالكلام محسوم أن عيسى بعدرفعه علمأن النصارى اتخذوه إلها.
بالنسبة للقول الثاني : الذي يقول أن هذا الكلام لا يكون إلا يوم القيامةبدليل قوله تعالى :" قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم ". وقول المسيحعليه السلام : " إن تعذبهم فإنهم عبادك ". وهذا القول هو الذي نرجحه ونراهالأصوب ، والله أعلم .
فتعالوا إخوتي في الله نحلل الآيات القرآنية ونرد على الأحمديين في تفسيرهم للآيات :
أولا : يقول الأحمديون إن لفظ التوفي في الآيات القرآنية يعني ( الموت ) .
الرد عليهم :
إن لفظ ( التوفي ) غير منحصر بمعنى الموت فقط،فقد يأتي بمعنى : الموت ووإستيفاء المدة والنوم و الأخذ ... وقد وجاء لفظ التوفي في القرآن بغيرمعنى الموت .
كقوله تعالى : " وهو الذي يتوفاكم بالليل ". الأنعام 60فالتوفي هنا يعنى النوم أي منيمكم بالليل .
وقوله تعالى :" حتى يتوفاهن الموت " النساء 15 فالتوفي هنا يعني الأخذ بمعنى يأخذهن الموت .
والذي يقوله جمهور المسلمين : إن التوفي في حق عيسى عليه السلام ليس الموت بل هو الأخذ بالرفع .
فإن قال الأحمديون : إذا كان عيسى عليه السلام لم يمت فكيف لا يعلم أن النصارى اتخذوه إله ؟
الرد عليهم :
ليس في جواب المسيح عليه السلام أي جواب يفيد عدم علمه أن النصارى اتخذوه إلها .
تخيلوا إخوتي هذا المشهد يوم القيامة : حين يثبت أن الله هو الإله الحقالواحد الأحد فيقول النصارى يوم الحساب إن المسيح قال لهم : اتخذوني إلها .
فمن باب إقامة الحجة عليهم يسأل الله عيسى عليه السلام والله يعلم كذب مازعموه : " يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين "؟؟؟.
فيجيب عيسى عليه السلام :" سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنتقلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوبما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا مادمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد ".
فالسؤال الموجه من الله إلى عيسى عليه السلام : يا عيسى هل أنت قلت لهم اتخذوني أله ؟ فيكون جواب عيسى بالنفي .
فلم يسأل الله عيسى عليه السلام :" هل تعلم يا عيسى أن النصارى اتخذوك إله . وليس في جواب عيسى أي معنى يفيد عدم علمه أن النصارى اتخذوه إلها .
فإذا قال الأحمديون إن قول عيسى عليه السلام : " وكنت عليهم شهيدا ما دمتفيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد ". يدل علىعدم علم عيسى عليه السلام أنهم ارتدوا واتخذوه إلها .
الرد عليهم :
نقول لهم جاء في الحديث عن ابن عباس قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ثم يؤخذ برجال من أصحابي ذات اليمين وذات الشمال فأقول أصحابي فيقالإنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم فأقول كما قال العبد الصالحعيسى بن مريم :" وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنتالرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد ، إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهمفإنك أنت العزيز الحكيم ). البخاري ، كتاب بدء الخلق ، باب واذكر في الكتابمريم .
لاحظوا إخوتي القراء : إن النبي محمد صلى الله عليه وسلم يقول نفس هذهالآية يوم القيامة وهو يعلم أن من اصحابه من ارتد بعدهبدليل ( أنه نطقبهذا الحديث النبوي في الدنيا ) فكيف يقال أن النبي محمد لا يعلم عندما قالهذه الآية أن من أصحابه من ارتد بعده ؟؟؟وبالتالي عندما ينطق محمد وعيسىعليهما السلام بهذه الآية يوم القيامة فهي لا تدل مطلقا أنهما كانا لايعلمان أن من قومهم من ارتد .
وبالنسبة لعيسى عليه السلام فقد جاءت الأحاديث النبويةالتي تتحدث عن نزولعيسى قبل يوم القيامة لتدل على أنه يعلم أن النصارى اتخذوه إله بدليل أنالأحاديث تتحدث عن أنه يكسر الصليب ، فكيف ينزل ويكسر صليب النصارى وهو لايعلم أنهم اتخذوه إله .
فإن قال الأحمديون : إن النبي محمد صلى الله عليه وسلم استشهد بهذه الآيةوفيها لفظ ( توفيتني ) فكما أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد مات فإنعيسى عليه السلام قد مات .
الرد عليهم :
إن النبي محمد لم يستشهد بهذه الآية على معنى التوفي ولا لإثبات موت عيسى عليه السلام .
بل اراد من استشهاده بهذه الآية عدم مسؤوليته عمن ارتد وبدل بعده وتفويض أمرهم إلى الله .
بدليل انه جاء في رواية أخرى لا يوجد فيها ذكر (للتوفي) قوله :" فأقول كماقال العبد الصالح :(إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيزالحكيم) رواه الترمذي حديث رقم 2069
وفي رواية : " فأقول : سحقا سحقا لمن بدل بعدي ". رواه البخاري كتاب الفتنومسلم كتاب الفضائل باب اثبات حوض نبينا .
وفي الختام أقول لا يمكن فهم آيات القرآن إلا من خلال آيات القرآن الأخرىوالأحاديث النبوية لان الأحاديث النبوية مفسره ومفصله وشارحة للقرآن ومبينهلمعانيه وفيها أسباب النزول .
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه .
أبو عبيدة العجاوي - هاني أمين .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أما بعد :
إخواني الأعزاء سوف أقوم إن شاء الله بتحليل الآيات رقم 116 و 117 و118و119من سورة المائدة والحديث النبوي المتعلق بهذه الآيات وهذه الآيات وهذاالحديث يستدل بهما الأحمديون على موت المسيح عيسى بن مريم عليه السلام .
قال تعالى : " وإذ قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأميإلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنتقلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب (116) ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهمشهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد (117) إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم (118) قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهارخالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم(119) ".المائدة
يقول الأحمديون : أن لفظ التوفي في الآيات يعني الموت وأن عيسى عليه السلاميقول في جوابه أنه كان رقيبا شهيدا على قومه ، وأنه لم يفارق قومه إلابالموت بدليل قوله :( وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم ) ولم يفارقهم إلابالوفاة لقوله: ( فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم ) والمسيح لم يعلمأبدا بأن النصارى كفروا وضلوا بعد أن فارقهم واتخذوه إلها ، فلو كان رجوعهمن السماء محتملا لعلم ضلالهم وكفرهم واتخاذهم إياه إلها .
واستدلوا بالحديث النبوي الذي رواه البخاري وجاء فيه : ( ثم يؤخذ برجال منأصحابي ذات اليمين وذات الشمال فأقول أصحابي فيقال إنهم لم يزالوا مرتدينعلى أعقابهم منذ فارقتهم فأقول كما قال العبد الصالح عيسى بن مريم :" وكنتعليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كلشيء شهيد ، إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ). البخاري ، كتاب بدء الخلق ، باب واذكر في الكتاب مريم .
وقال الأحمديون : فكما أن الارتداد حصل في الصحابة بعد وفاة النبي صلى اللهعليه وسلم كذلك الارتداد حصل بعد وفاة عيسى عليه السلام . فلو سلمنا أنالمسيح عليه السلام حي في السماء بجسده العنصري ثم ينزل منها ويشاهد بنفسهأن النصارى اتخذوه إلها ، فلا شك أن جوابه أن جوابه المذكور في الآية يومالقيامة كذبا وخلاف الحقيقة . ولا يمكن لنبي أن يكذب أمام الله تعالى يومالقيامة .
وما أريده هنا هو إثبات عدم موت عيسى عليه السلام وأنه يعلم أن النصارىاتخذوه إلها ، بنفس الآيات ونفس الحديث التي يستدل بها الأحمديون على موتهوعدم علمه بأن النصارى إتخذوه إله
.
اختلف المفسرون في كلام الله عز وجل المذكور على قولين :
القول الأول : أن هذا الكلام بين الله والمسيح عليه السلامكان بعد رفعهإلى السماء على اعتبار أن ( إذ ) تستعمل للماضي لا للمستقبل .
القول الثاني : أن هذا الكلام لا يكون إلا يوم القيامة بدليل قوله تعالى :" قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم ". وقول المسيح عليه السلام : " إنتعذبهم فإنهم عبادك ".
بالنسبة للقول الأول الذي يقول أن ( إذ ) تستعمل للماضي ، نقول نعم
وجاءت آيات قرآنية كثيرة استعملت فيها ( إذ ) لحدث وقع في الماضي والأمثلة كثيرةمنها :
قوله تعالى : " وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة". البقرة 30
قوله تعالى :" وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس ". البقرة 34
قوله تعالى :" وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب". البقرة 49
قوله تعالى :" وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا ". المائدة 20
قوله تعالى :" وإذ قال إبراهيملأبيه آزر أتتخذ أصناما آلهة ". الأنعام 74
قوله تعالى :" وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة ". الأعراف 171
قوله تعالى :" وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا ". إبراهيم 35
قوله تعالى :" وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حمإ مسنون ". الحجر 28
قوله تعالى :" وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا ". الكهف 60
قوله تعالى :" وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم ". لقمان 13
فإذا دققت أخي القارئ تجد أن كل الآيات تتحدث عن الزمن الماضي وكل هذهالأحداث وقعت في الزمن الماضي واستعملت ( إذ ) للتعبير عن الزمن الماضي .
فإذا قلنا أن قوله تعالى :" وإذ قال الله يا عيسى أأنت قلت للناس إتخذونيوأمي إلهين ... ". قد وقع في الزمن الماضي ، فالكلام محسوم أن عيسى بعدرفعه علمأن النصارى اتخذوه إلها.
بالنسبة للقول الثاني : الذي يقول أن هذا الكلام لا يكون إلا يوم القيامةبدليل قوله تعالى :" قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم ". وقول المسيحعليه السلام : " إن تعذبهم فإنهم عبادك ". وهذا القول هو الذي نرجحه ونراهالأصوب ، والله أعلم .
فتعالوا إخوتي في الله نحلل الآيات القرآنية ونرد على الأحمديين في تفسيرهم للآيات :
أولا : يقول الأحمديون إن لفظ التوفي في الآيات القرآنية يعني ( الموت ) .
الرد عليهم :
إن لفظ ( التوفي ) غير منحصر بمعنى الموت فقط،فقد يأتي بمعنى : الموت ووإستيفاء المدة والنوم و الأخذ ... وقد وجاء لفظ التوفي في القرآن بغيرمعنى الموت .
كقوله تعالى : " وهو الذي يتوفاكم بالليل ". الأنعام 60فالتوفي هنا يعنى النوم أي منيمكم بالليل .
وقوله تعالى :" حتى يتوفاهن الموت " النساء 15 فالتوفي هنا يعني الأخذ بمعنى يأخذهن الموت .
والذي يقوله جمهور المسلمين : إن التوفي في حق عيسى عليه السلام ليس الموت بل هو الأخذ بالرفع .
فإن قال الأحمديون : إذا كان عيسى عليه السلام لم يمت فكيف لا يعلم أن النصارى اتخذوه إله ؟
الرد عليهم :
ليس في جواب المسيح عليه السلام أي جواب يفيد عدم علمه أن النصارى اتخذوه إلها .
تخيلوا إخوتي هذا المشهد يوم القيامة : حين يثبت أن الله هو الإله الحقالواحد الأحد فيقول النصارى يوم الحساب إن المسيح قال لهم : اتخذوني إلها .
فمن باب إقامة الحجة عليهم يسأل الله عيسى عليه السلام والله يعلم كذب مازعموه : " يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين "؟؟؟.
فيجيب عيسى عليه السلام :" سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنتقلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوبما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا مادمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد ".
فالسؤال الموجه من الله إلى عيسى عليه السلام : يا عيسى هل أنت قلت لهم اتخذوني أله ؟ فيكون جواب عيسى بالنفي .
فلم يسأل الله عيسى عليه السلام :" هل تعلم يا عيسى أن النصارى اتخذوك إله . وليس في جواب عيسى أي معنى يفيد عدم علمه أن النصارى اتخذوه إلها .
فإذا قال الأحمديون إن قول عيسى عليه السلام : " وكنت عليهم شهيدا ما دمتفيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد ". يدل علىعدم علم عيسى عليه السلام أنهم ارتدوا واتخذوه إلها .
الرد عليهم :
نقول لهم جاء في الحديث عن ابن عباس قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ثم يؤخذ برجال من أصحابي ذات اليمين وذات الشمال فأقول أصحابي فيقالإنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم فأقول كما قال العبد الصالحعيسى بن مريم :" وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنتالرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد ، إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهمفإنك أنت العزيز الحكيم ). البخاري ، كتاب بدء الخلق ، باب واذكر في الكتابمريم .
لاحظوا إخوتي القراء : إن النبي محمد صلى الله عليه وسلم يقول نفس هذهالآية يوم القيامة وهو يعلم أن من اصحابه من ارتد بعدهبدليل ( أنه نطقبهذا الحديث النبوي في الدنيا ) فكيف يقال أن النبي محمد لا يعلم عندما قالهذه الآية أن من أصحابه من ارتد بعده ؟؟؟وبالتالي عندما ينطق محمد وعيسىعليهما السلام بهذه الآية يوم القيامة فهي لا تدل مطلقا أنهما كانا لايعلمان أن من قومهم من ارتد .
وبالنسبة لعيسى عليه السلام فقد جاءت الأحاديث النبويةالتي تتحدث عن نزولعيسى قبل يوم القيامة لتدل على أنه يعلم أن النصارى اتخذوه إله بدليل أنالأحاديث تتحدث عن أنه يكسر الصليب ، فكيف ينزل ويكسر صليب النصارى وهو لايعلم أنهم اتخذوه إله .
فإن قال الأحمديون : إن النبي محمد صلى الله عليه وسلم استشهد بهذه الآيةوفيها لفظ ( توفيتني ) فكما أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد مات فإنعيسى عليه السلام قد مات .
الرد عليهم :
إن النبي محمد لم يستشهد بهذه الآية على معنى التوفي ولا لإثبات موت عيسى عليه السلام .
بل اراد من استشهاده بهذه الآية عدم مسؤوليته عمن ارتد وبدل بعده وتفويض أمرهم إلى الله .
بدليل انه جاء في رواية أخرى لا يوجد فيها ذكر (للتوفي) قوله :" فأقول كماقال العبد الصالح :(إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيزالحكيم) رواه الترمذي حديث رقم 2069
وفي رواية : " فأقول : سحقا سحقا لمن بدل بعدي ". رواه البخاري كتاب الفتنومسلم كتاب الفضائل باب اثبات حوض نبينا .
وفي الختام أقول لا يمكن فهم آيات القرآن إلا من خلال آيات القرآن الأخرىوالأحاديث النبوية لان الأحاديث النبوية مفسره ومفصله وشارحة للقرآن ومبينهلمعانيه وفيها أسباب النزول .
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه .
أبو عبيدة العجاوي - هاني أمين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.