كانا يأكلان الطعام
يقول الأحمدي
مستدلا على وفاة المسيح ÷ بآية {مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ
قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطعام}. لأن هذه الآية أيضا تنص صراحة على موت المسيح لأنها تبين بجلاء تام
أن عيسى ÷ وأمه لا يأكلان الطعام الآن، بل كانا يأكلانه في زمن من الأزمنة،
كما تدل عليه كلمة {كانا} التي تبين حدثا حصل في الماضي وليس في الحاضر. فمريم
مُنعت من الأكل لأنها ماتت. ولما كان لفظ {كانا} بصيغة التثنية وتشمل عيسى عليه
السلام ومريم معا وينطبق عليهما حكمٌ واحد، فلا بد من التسليم بموته أيضا مع
التسليم بموت مريم، لأن الآية لا تقول إن مريم مُنعت من أكل الطعام بسبب الموت
بينما مُنع ابنها منه لسبب آخر. ولو قرأنا الآية المذكورة آنفًا مع آيةِ: {وَمَا
جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ} لثبت موت المسيح، لأنه قد
ثبت من الآية المذكورة قبلها أنه لا يأكل الطعام الآن، وتقول الآية الأخيرة إنه لا
مناص للجسم المادي من أكل الطعام ما دام حيا. والنتيجة الحتمية لذلك أنه ليس حيا
الآن.
________
لا نص في
الآية {مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ
قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطعام} على أن عيسى وأمه عليهما السلام لا يأكلان الطعام الآن بل النص على
أنهما كانا يأكلان الطعام حال وجودهما في قومهما وهذه الآية جاءتنا للدلالة على
أنهما إنسيان وليسا إلهين كما زعم النصارى.
واشتراك عيسى
وأمه عليهما السلام في أكل الطعام لا يعني اشتراكهما في كل الصفات فهي أنثى وهو
ذكر وهو نبي وهي صديقة، وغير ذلك، ثم إن الميت والنائم لا يأكلان الطعام، ثم ما الدليل
على أنهما لا يأكلان الطعام الآن؟ وهل الذي في الجنة لا يأكل الطعام؟ أو هل الذي
في السماء لا يأكل الطعام؟ أو هل الله غير قادر على جعل عيسى غير محتاج إلى الطعام
مدة من الزمان مع بقائه حيا كما جعل النائم غير محتاج إلى الطعام مدة من الزمان؟
ولو سلمنا أنهما لا يأكلان الطعام الآن فهل يعني اشتراكهما في الموت؟ أم من الممكن
أن يكون أحدهما ميتّا والآخر حيّا غير ميت جعله الله غير محتاج في حياته إلى
الطعام مدة من الزمن؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.