الاثنين، 18 مارس 2013

كيف دخلت الأحمدية القديانية في فلسطين !


كيف دخلت الأحمدية في فلسطين !
أمير الجماعة الأ�مدية في �يفا
تذكر المصادر الأحمدية أن الخليفة الثاني بشير الدين محمود أحمد زار حيفا والقدس وبيت لحم والخليل عام 1924، وقد تمت دعوته لشرب الشاي في منزل مفتي القدس، ثم، وفي نهاية هذا المطاف عاد الى حيفا والتقى مع حاكم المحافظة قبل أن يغادر إلى دمشق بالقطار. لكن على ما يبدو إن دمشق لم ترحب بالخليفة حيث حصلت ضجة وهياج ديني لم تشهد المدينة مثيلاً له حتى أن هناك من حاول نسف فندق السنترال الذي نزل به الخليفة الأحمدي وعندها أعلنت الحكومة الفرنسية أنها عاجزة عن حمايته وصحبه ونصحته بمغادرة البلاد بعد مصادرة نشرة (النداء) التي أعدها الوفد وكانت لم تزل في المطبعة، فعاد الوفد إلى بيروت ثم إلى عكا وحيفا ومنها إلى بورسعيد بمصر.


لكن بعودة الخليفة الأحمدي الى قاديان صمم على إعداد أول بعثة تبشيرية أحمدية إلى دمشق بالذات التي رفضت استقباله ووضع على رأسه البعثة المبشر الشاب جلال الدين شمس والذي أسس الجماعة الأحمدية في الشام ومنطقة الكبابير في حيفا بفلسطين وجماعة مصر. وقد تعرض شمس إلى محاولة اغتيال بطعنة خنجر في دمشق لكنه تماثل للشفاء ونجا من الموت و عاد إلى قاديان من البلاد العربية عام 1931.
بعدها وصل إلى فلسطين مكانه أبو العطاء الجلندهري حيث مكث حتى العام 1936 في بلدة الكبابير جنوب حيفا، وهو الذي أكمل بناء مسجد (سيدنا محمود) فيها وأسس مجلة "البشارة" التي تحولت الى "البشرى" الحالية، وهي لسان حال الجماعة في الديار العربية. وقد توفي أبو العطاء في العام 1977 تاركا عدة مؤلفات بينها تعليقات على البهائية والتي تواجدت إلى جانب الأحمدية في حيفا.
ولم يكن هؤلاء فقط هم الذين حاولوا نشر مبادىء الجماعة بين الفلسطينيين، فهناك محمد سليم الهندي الذي خدم الجماعة في فلسطين من العام 1936 حتى 1938 وترأس تحرير مجلة "البشرى"، ثم شودري محمد شريف والذي بقي زهاء 18 عاما في البلاد العربية والذي انتقل إلى غامبيا وهناك استطاع إدخال الملك ف. م سنغانة بالجماعة الأحمدية. كذلك جلال الدين قمر الذي حضر للبلاد العربية عام 1954 وعمل رئيساً لتحرير "البشرى" ومديراً للمدرسة الأحمدية في حيفا، وفضل الهي بشير الذي حضر أواخر السبعينات للمنطقة وألف كتباً بالعربية تطرق فيها الى المسائل الخلافية.
مما سبق يظهر بجلاء اهتمام الجماعة الأحمدية بالانتشار في العالم العربي والانطلاق نحو هذا العالم عبر فلسطين، ورغم تمحورها في الكبابير بحيفا في فلسطين إلا أن هناك انتشاراً محدوداً لها في الضفة وغزة.
اذن، وصلت الدعوة الأحمدية إلى فلسطين عن طريق حيفا عندما قدم إليها الخليفة الأحمدي الثاني بشير الدين محمود احمد ابن مؤسس الجماعة عام 1924حيث حضر بمعييته المبشر الأحمدي جلال الدين شمس الذي أسس مركز الجماعة في بلدة الكبابير على قمة جبل الكر مل في حيفا وقد تبع ذلك بناء أول مسجد للجماعة هناك عام 1934وتمت إعادة بناؤه عام 1979ويعرف بمسجد سيدنا محمود.
يقدر عدد أتباع الطائفة الأحمدية في فلسطين بنحو خمسة آلاف شخص، يعيش منهم في بلدة الكبابير قرابة الـ 3000 نسمة، فيما يتوزع الآخرون على مدن عكا وحيفا وطولكرم ونابلس وغيرها.. وتعيش الطائفة نوعا من العزلة العقائدية حيث لم تتمكن الأحمدية من الانتشار وسط الفلسطينيين على الرغم من تاريخ وجودها في البلاد والذي يناهز الثمانين عاما، مع أن زعماء الاحمدية يأملون في أن يكون أتباعهم في فلسطين الجسر الذي تعبر عليه الأحمدية إلى العالم العربي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.