الإسراء والمعراج كانت روحا وجسدا
ينكر الأحمديون رفع عيسى عليه السلام إلى السماء وينكرون الصعود إلى السماء لأي بشر وبالتالي ينكرون أن يكون معراج النبي إلى السماء جسدا وروحا ، ويعتبرون إسراء ومعراج النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه كان مناما مستدلين بعدم إمكانية صعود بشر إلى السماء بقوله تعالى :" أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرأه قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا ". الإسراء 93
نقول : إن طلب كفار مكة من رسول الله صلى الله عليه وسلم المعجزات أنما يدل على علمهم أن للأنبياء معجزات أما قوله " قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا ". فلا يعني عدم إمكانية الصعود إلى السماء بل الله قادر على ذلك وقوله " قل سبحان ربي " هو تنزيه لله سبحانه عن العجز وعدم القدرة عما طلبه كفار مكة ، وإنما العجز هو في حق النبي صلى الله عليه وسلم لأنه بشر وهو كبشر لا يمكنه فعل ذلك .
والدليل على عروج النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى السماء :
ما جاء في الحديث الشريف :" ثم أتيت بدابة دون البغل وفوق الحمار أبيض يضع خطوة عند أقصى طرفه ، فحملت عليه فأنطلق بي جبريل حتى أتى السماء الدنيا ". رواه البخاري
فإن استدلوا بقوله تعالى :" وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس ". الإسراء 60 ليثبتوا أن الاسراء والمعراج كان مناما .
نقول : إن أبن عباس رضي الله عنه فسر هذه الآية بقوله :" رؤيا عين أريها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به " . رواه البخاري والنسائي وغيرهم ، أي أن الرؤيا كانت رؤيا عين وليست رؤيا منام .
فإن استدلوا بقول عائشة رضي الله عنها : " ما فقد جسد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن الله أسرى بروحه "سيرة ابن هشام
نقول : هذه الرواية مردودة سندا ومتنا
أما من ناحية السند : ففيها مجاهيل وهم ( وحدثني بعض آل أبي بكر ) ولم يعرف من هم فتكون الرواية ضعيفة .
أما من ناحية المتن : فإن عائشة رضي الله عنها لم تكن زوجة للرسول صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به وكانت طفلة صغيرة .
فإن استدلوا بقول معاوية رضي الله عنه : " كانت رؤيا من الله صادقة "ابن جرير الطبري .
نقول : إن ابن جرير الطبري راويها يقول : " والصواب من القول في ذلك عندنا أن يقال: إن الله أسرى بعبده محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، كما أخبر الله عباده، وكما تظاهرت به الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن الله حمله على البراق حين أتاه به، وصلى هنالك بمن صلى من الأنبياء والرسل، فأراه ما أراه من الآيات؛ ولا معنى لقول من قال: أسرى بروحه دون جسده، لأن ذلك لو كان كذلك لم يكن في ذلك ما يوجب أن يكون ذلك دليلا على نبوته، ولا حجة له على رسالته، ولا كان الذين أنكروا حقيقة ذلك من أهل الشرك، وكانوا يدفعون به عن صدقه فيه، إذ لم يكن منكرا عندهم، ولا عند أحد من ذوي الفطرة الصحيحة من بني آدم أن يرى الرائي منهم في المنام ما على مسيرة سنة، فكيف ما هو على مسيرة شهر أو أقل؟ وبعد، فإن الله إنما أخبر في كتابه أنه أسرى بعبده، ولم يخبرنا أنه أسرى بروح عبده، وليس جائزا لأحد أن يتعدى ما قال الله إلى غيره.
وفي الختام نقول :جاء في حديث عائشة رضي الله عنها قالت : لما أسري بالنبي صلى الله عليه و سلم إلى المسجد الأقصى يتحدث الناس بذلك فارتد ناس ممن كان آمنوا به و صدقوه و سعوا بذلك إلى أبي بكر رضي الله عنه فقالوا : هل لك إلى صاحبك يزعم أسرى به الليلة إلى بيت المقدس ؟ قال : أو قال ذلك ؟ قالوا : نعم قال : لئن كان قال ذلك لقد صدق قالوا : أو تصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس و جاء قبل أن يصبح ؟ قال : نعم إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك أصدقه بخبر السماء في غدوة أو روحة فلذلك سمي أبو بكر الصديق . المستدرك وصححه الحاكم والذهبي كتاب معرفة الصحابة حديث رقم 4407 ورواه غيره.
وواضح من الحديث أن الناس لم يصدقوا أن النبي صلى الله عليه وسلم ذهب إلى بيت المقدس في ليلة وجاء قبل أن يصبح ، فكيف يقال أنها رؤيا ومنام ولو كانت رؤيا ومنام لتقبلها الناس وما أنكروا على النبي صلى الله عليه وسلم .
أبو عبيدة العجاوي - هاني أمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.