رفع المسيح والرد النفيس على تلبيس الأباليس
إن من أهم العقائد التي تؤمن بها الأحمدية القاديانية هي عقيدة موت المسيح عليه السلام ، وهم يخوضون المعارك الكلامية والجدلية من أجل إثبات هذه العقيدة ، والسبب في ذلك أنهم إذا استطاعوا أن يثبتوا لخصمهم موت المسيح عليه السلام ، يسهل عليهم القول في أن الأحاديث المتعلقة بنزول المسيح في آخر الزمان متعلقة برجل آخر وهو مثيل للمسيح وهو غلام أحمد القادياني كما يزعمون ، وإنهم إن لم يستطيعوا أن يثبتوا أن المسيح عليه السلام قد مات فلن يستطيعوا إثبات نبوة غلام أحمد المزعومة، وإن المدخل للدخول في القاديانية يقوم على دعامتين : هو القول بعدم ختم النبوة ، والقول بموت المسيح عليه السلام ، وليعذرني أي أحمدي يقرأ هذا المقال فقد يرى عنوانه قاسيا وأنا لم اقصد بالأباليس كل أحمدي ، إنما قصدت من وضعوا تلك الأدلة التي يزعمون أن تدل على موت المسيح لأن فيها تلبيسات كثيرة ، ولكن أنا على ثقة أن أي منصف يبحث عن الحق والحقيقة سوف يقف أمام حقائق دامغة تثبت رفع عيسى إلى السماء وأنه لم يمت وأنه نازل في آخر الزمان ، واعتذر عن طول المقال فقد حاولت الاختصار قد الإمكان لكن الموضوع طويل.
وسوف أقوم إن شاء الله بعرض شبهات القاديانية حول موت المسيح وارد عليها :
استدل المسلمون على عدم موت عيسى وانه رفع إلى السماء وانه نازل في آخر الزمان بالآيات التالية :
1 قوله تعالى : " إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا ".آل عمران 55
وجه الإستدلال : أن هذه الآية الكريمة تصرح بأخذ عيسى عليه السلام ورفعه .
2 قوله تعالى :" وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى بن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه مالهم به من علم إلا إتباع الظن وما قتلوه بقينا ، بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما". النساء 157 ـ 158
وجه الإستدلال : إن هاتين الآيتين الكريمتين تصرحان أن اليهود لم يقتلوا المسيح ولم يصلبوه وأن الله رفعه إليه . وأكدت الآية انهم ما قتلوه يقينا . بل رفعه الله إليه ، وكان الرفع بديلا عن القتل.
3 قوله تعالى :" وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا". النساء 159
وجه الإستدلال : أن هذه الآية الكريمة تتكلم عن عيسى عليه السلام فقد جاءت مباشرة بعد آية :" بل رفعه الله إليه" والضمير فيها عائد إلى عيسى عليه السلام وهي دليل على أنه لم يمت كما صرحت " قبل موته "وأن هناك من أهل الكتاب سيؤمنون به قبل موته وذلك عند نزوله آخر الزمان .
4 قوله تعالى :" وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها ". الزخرف 61
وجه الإستدلال : أن هذه الآية جاءت بعد الحديث عن عيسى عليه السلام مباشرة وأن قوله تعالى :" وإنه علم للساعة " أي أن عيسى من علامات وأمارات الساعة وهو نزوله قبل قيام الساعة.
اعتراضات القاديانية على أدلة حياة عيسى عليه السلام والرد عليهم :
الإعتراض الأول : قوله تعالى : " إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا ".آل عمران 55
قالوا : بأن ( التوفي ) في الآية يعني الإماتة ولا يوجد في القرآن ولا في الأحاديث النبوية ولا في اللغة العربية ولا من شعراء العرب مثال واحد يدل على خلاف هذا المعنى ، وهذا يدل على أن عيسى عليه السلام قد مات.
الرد عليهم :
إن لفظ التوفي يأتي بعدة معاني غير الإماتة منها ( الموت ، استيفاء المدة ، النوم ، الأخذ ، الرفع ...) .
وقد جاء في القرآن لفظ التوفي بغير معنى الإماتة .
كقوله تعالى : " وهو الذي يتوفاكم بالليل ". الأنعام 60 فالتوفي هنا بمعنى النوم أي منيمكم بالليل .
وقوله تعالى :" حتى يتوفاهن الموت " النساء 15 فالتوفي هنا يعني الأخذ بمعنى يأخذهن الموت .
أما معنى قوله تعالى : " متوفيك ورافعك إلي " أي آخذك بالرفع ، كما أن الذي يصرف معنى الموت في هذه الآية هي أحاديث نزول عيسى في آخر الزمان .
الإعتراض الثاني : قوله تعالى :" وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى بن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه مالهم به من علم إلا إتباع الظن وما قتلوه بقينا ، بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما". النساء 157 ـ 158
هنا لم يجدوا كلمة متوفيك في الآيات فقاموا يلقون الشبهات للتشكيك بعقيدة رفع عيسى عليه السلام إلى السماء وسوف أقوم بعرضها وارد عليها :
1 الشبهة الأولى : قالوا : إن عقيدة رفع المسيح ورجوعه هي من عقائد النصارى ولا يجوز الإعتقاد بها .
الرد عليهم :
إن النصارى يقولون أن المسيح مات على الصليب بينما المسلمون يقولون أنه رفع إلى السماء ولم يصلب ، ثم هناك عقائد كثيرة ذكرت في القرآن والسنة النبوية يؤمن بها المسلمون مثل الإيمان بالإنجيل والتوراة وهي أيضا من عقائد النصارى فهل يقال أنها عقائد نصرانية رغم ورودها في القرآن والسنة .
2 الشبهة الثانية : قالوا : إن الرفع هنا رفع المكانة والمقام والدرجة واستدلوا بآيات وأحاديث منها :
قوله تعالى :"يرفع الله الذين آمنوا منكم ".المجادلة 11
قوله صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص :" عسى الله أن يرفعك فينتفع بك ناس ويضر بك آخرون ". رواه البخاري.
الرد عليهم :
نحن لا ننكر أن الرفع يأتي بمعنى رفع المكانة والدرجة كما جاء في الآيات والأحاديث التي استدلوا بها أما بخصوص آية رفع المسيح فالرفع فيها يعني رفع الروح والجسد إلى السماء لأن الضمير ( رفعه ) و ( رافعك ) جاء بعد ( إليه ) و ( إلي ) أي إلى الله فلا يقال رفع المكانة إلى الله !
3 الشبة الثالثة : قالوا كيف يرفع عيسى إلى الله و الله منزه عن المكان؟
الرد عليهم :
ثابت في القرآن والحديث أن الله في السماء بلا كيف .
قال تعالى :" أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور ، أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير ". الملك 16 ـ 17
وقوله صلى الله عليه وسلم للجارية : " من أنا ؟ قالت : رسول الله ، قال : أين الله ؟ قالت : في السماء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أعتقها فإنها مؤمنة ". رواه مسلم باب تحريم الكلام في الصلاة ونسخ ما كان من إباحته. حديث رقم 1227 ورواه غيره
4 الشبهة الرابعة : قالوا : لم يحصل أن صعد أحد إلى السماء ولن يحصل واستدلوا بقوله تعالى على لسان قريش حينما طلبوا من النبي المعجزات :" أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرأه قل سبحان ربي هل كنت بشرا رسولا ". الإسراء 93 فقالوا : تدل هذه الآية على إستحالة رفع وصعود بشر إلى السماء ولو كان الصعود ممكنا لصعد النبي صلى الله عليه وسلم .
الرد عليهم :
أن طلب المشركين من النبي صلى الله عليه وسلم الصعود إلى السماء يدل على علمهم أن للأنبياء معجزات خارقة للعادة وإلا لما طلبوا هذا الطلب أما قوله : " قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا ". فإن النبي كبشر لا يستطيع الصعود لأنه بشر عاجز عن ذلك وقوله ( سبحان ربي ) هو تنزيه لله عن هذا العجز ، وهذه الآية هي عبارة عن خبر ما طلبه أهل مكة ولا تعني استحالة الصعود إلى السماء كما يزعمون والدليل على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم عرج به إلى السماء في رحلة الإسراء والمعراج .
فإن قالوا أن الإسراء والمعراج كان رؤيا ومناما مستدلين بقوله تعالى :" وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس ". الإسراء 60 ليثبتوا عدم صعود أحد إلى السماء.
فنقول لهم من أولى بالإتباع كلامكم أم كلام ابن عباس رضي الله عنهما الذي قال في تفسير هذه الآية :" رؤيا عين أريها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به ". رواه البخاري باب وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة حديث رقم 4716، والترمذي باب ومن سورة بني إسرائيل حديث رقم 3426 وقال حديث حسن صحيح، ورواه غيرهم.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : لما أسري بالنبي صلى الله عليه و سلم إلى المسجد الأقصى يتحدث الناس بذلك فارتد ناس ممن كان آمنوا به و صدقوه و سعوا بذلك إلى أبي بكر رضي الله عنه فقالوا : هل لك إلى صاحبك يزعم أسرى به الليلة إلى بيت المقدس ؟ قال : أو قال ذلك ؟ قالوا : نعم قال : لئن كان قال ذلك لقد صدق قالوا : أو تصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس و جاء قبل أن يصبح ؟ قال : نعم إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك أصدقه بخبر السماء في غدوة أو روحة فلذلك سمي أبو بكر الصديق . المستدرك وصححه الحاكم والذهبي كتاب معرفة الصحابة حديث رقم 4407 ورواه غيره.
وواضح من الحديث أن الناس لم يصدقوا أن النبي صلى الله عليه وسلم ذهب إلى بيت المقدس في ليلة وجاء قبل أن يصبح ، فكيف يقال أنها رؤيا ومنام .
أما غير البشر فقد كانت الجن تصعد إلى السماء لاستراق السمع كما قال تعالى :" وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا ، وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا ". الجن 8 ـ 9 . وكما جاء في الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : " كان الجن يصعدون إلى السماء يستمعون الوحي فإذا سمعوا الكلمة زادوا فيها تسعا ". رواه الترمذي باب ومن سورة الجن حديث رقم حديث رقم 3643 وقال حديث حسن صحيح .هذا مع العلم أن القاديانية تقول أن الجن بشر مستترون .
الإعتراض الثالث : قوله تعالى :" وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا". النساء 159
اعترض القاديانيون على تفسير أبو هريرة لهذه الآية ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله عليه وسلم : " والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد حتى تكون السجدة خيرا من الدنيا وما فيها ، ثم يقول أبو هريرة : وأقرأوا إن شئتم " وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ". رواه البخاري باب نزول عيسى بن مريم عليهما السلام حديث رقم 3448
مما جعل غلام أحمد القادياني يصف هذا الصحابي الجليل بأنه غبي وأن فهمه غير جيد
مع أن الآية فسرها ابن عباس نفس تفسير أبي هريرة فقال :" قبل موت عيسى ". تفسير الطبري عند تفسيره لهذه الآية.
الإعتراض الرابع : قوله تعالى :" وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها ". الزخرف 61
قال القاديانيون أن هذه الآية لا تدل على حياة المسيح ونزوله من السماء لان الله قال :" وانه لعلم للساعة " ولم يقل " سيكون علما للساعة "
والرد عليهم :
من أولى بالإتباع آرائكم أم تفسير النبي صلى الله عليه وسلم الذي فسرها بقوله : هو خروج عيسى بن مريم قبل يوم القيامة ". مستدرك الحاكم وصححه الحاكم والذهبي حديث رقم 3003 ورواه غيره
تلبيسات القاديانية من القرآن على موت المسيح والرد عليهم :
سوف تلاحظ آخي القارئ أن الأدلة التي استدلت بها القاديانية على موت المسيح هي إستنتاجات وتلبيسات من نصوص قرآنية لا علاقة لها بموت المسيح أو حياته وهي كالتالي :
التلبيس الأول : قوله تعالى : " وإذ قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب (116) ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد (117) إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم (118) قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم(119) ".المائدة
قالوا : قالوا أن هذه الآية تدل على موت المسيح لأن السؤال المذكور في ابتداء الآية :" وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله ". فأجاب عيسى أنه كان شهيدا على قومه وأنه فارقهم بالوفاة فلما توفي عيسى كان الله رقيبا عليهم ، وهذا يدل على أن عيسى لم يعلم أن النصارى كفروا وضلوا بعده واتخذوه إله .
والرد عليهم :
قد تكلمنا على أن لفظ التوفي غير محصور بالموت وأن المقصود هنا هو الأخذ بالرفع ، فإن قالوا مادام عيسى عليه السلام لم يمت فكيف لا يعلم أن النصارى اتخذوه إله . ونجيب عليه :
أولا : تخيل أخي القارئ هذا المشهد يوم القيامة : يوم يقول النصارى يوم الحساب أن عيسى بن مريم قال لهم إتخذوني إله .
فمن باب الحجة يسأل الله تعالى عيسى بن مريم وهو يعلم أنه لم يقل ما زعموه :" وإذ قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله".
فيكون جواب عيسى عليه السلام :" سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد".
نلاحظ أن الله سأل عيسى عليه السلام ، يا عيسى هل أنت قلت للناس أن يتخذوك إله ؟ فيكون جواب عيسى عليه السلام بالنفي ، ولم يسأل الله عيسى : يا عيسى هل تعلم أن النصارى إتخذوك إله.
وجواب عيسى عليه السلام ليس فيه معنى أنه لم يعلم انهم إتخذوه إله . فبالتالي يبطل إستدلالهم بالآية .
ثانيا : فإن قال القاديانيون : إن قول عيسى عليه السلام : "وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد". يدل على أنه لم يعلم أنهم إتخذوه إله.
فنقول لهم جاء في الحديث : عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"يجاء برجال من أمتي ثم يؤخذ برجال من اصحابي ذات اليمين وذات الشمال فأقول اصحابي فيقال إنهم لم يزالوا مرتدين على اعقابهم منذ فارقتهم فأقول كما قال العبد الصالح عيسى بن مريم :(وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد أن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنتالعزيز الحكيم) . البخاري ، كتاب بدء الخلق ، باب واذكر في الكتاب مريم
لاحظ أخي القارئ أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم يقول نفس هذه الآية يوم القيامة والتي يقول القاديانيون انها تدل أن المسيح لم يعلم ان النصارى ارتدوا واتخذوه إله ، فإن كان محمد صلى الله لا يعلم أن من أصحابه من ارتد ، ( فكيف نطق بهذا الحديث النبوي )وبما أنه نطق بهذا الحديث في الدنيا ويعلم ان من اصحابه من ارتد ويقول نفس الآية التي يقولها المسيح يوم القيامة، فهل يمكن أن يقال أن النبي محمد وهو يقول بهذه الآية لا يعلم أن من اصحابه من ارتد بعده . وبالتالي يتضح أن نطق محمد وعيسى عليهما السلام لهذه الآية لا يدل على عدم علمهم بمن ارتد بعدهم ، والحمد لله رب العالمين
ثالثا : جاءت الأحاديث النبوية التي تتحدث عن نزول عيسى قبل يوم القيامة لتدل على أنه يعلم أن النصارى اتخذوه إله بدليل أن الأحاديث تتحدث عن أنه يكسر الصليب ، فكيف ينزل ويكسر صليب النصارى وهو لا يعلم أنهم اتخذوه إله .
التلبيس الثاني : قوله تعالى : " والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ، أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون ". النحل 20 ـ 21
قالوا : إن عيسى عليه السلام أعظم من دعي من دون الله ، وإن كل من دعي من دونه ونسب إليه الخلق ، أخبر الله تعالى في هذه الآية أنهم أموات غير أحياء ولا يشعرون أيان يبعثون .
الرد عليهم :
بما أنهم استدلوا بهذه الآية فيلزمهم أيضا الإستدلال بهذه الآية قال الله تعالى :" إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم " الأنبياء 98 وعيسى عليه السلام أعظم من عبد من دون الله فهل يدخل في قوله تعالى :" حصب جهنم " طبعا لا! لهذا نقول إن استدلالهم استنتاج عقلي ليس عليه دليل ويحملون آيات الله ما لا تحتمل .
التلبيس الثالث : قوله تعالى : وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ". آل عمران 144
قالوا أن كلمة خلت في هذه الآية تعني ماتت وادعوا إجماع الصحابة من خلال هذه الآية على موت جميع الأنبياء عندما تلا أبو بكر هذه الآية عند موت النبي صلى الله عليه وسلم .
الرد عليهم :
أولا : إن كلمت خلت تأتي بعدة معني منها : الموت و المضي وخلو الشيء... جاء في لسان العرب : خلا الشيئ خلوا : مضى ، وخلا المكان : إذا لم يكن فيه أحد ، وقال ابن الأعرابي : خلا فلان : إذا مات . لسان العرب 41\ 237 وعليه تكون ظنية الدلالة تحتمل أكثر من معنى.
ثانيا : إن المتدبر في الآية وآيات أخرى قريبة منها يجد أن معنى خلت أقرب إلي معنى مضت أكثر من ماتت قال تعالى : " تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ". البقرة 134 وقوله تعالى :" وإن من أمة إلا خلا فيها نذير ". فاطر 24 فلا يقال في الآية الأولى ( أمة قد ماتت ) ولا يقال في الآية الثانية ( مات فيها نذير ) بل مضت ومضى .
ثالثا : إن أبو بكر رضي الله عنه لم يستنتج من كلمة خلت موت عيسى عليه السلام قبل النبي صلى الله عليه وسلم وإنما استنتج الموت في حق الرسول صلى الله عليه وسلم لأن تكملة الآية :" أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم " .
رابعا : إن سبب نزول هذه الآية :" وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ". هو ما أشيع يوم أحد أن محمد صلى الله عليه وسلم قد قتل فأنقلب البعض على عقبيه ، فأراد الله أن يخبرهم أن خلو الرسل لم يمنع أتباعهم من البقاء على دينهم ، وليس لإثبات موت الرسل .
خامسا : لو سلمنا جدلا أن خلت هنا بمعنى ماتت فإن الأدلة من القرآن والسنة خصت عيسى عليه السلام برفعه وعدم موته ونزوله آخر الزمان وإذا تعارض العام مع الخاص يحمل العام على الخاص .
سادسا : وبعد كل هذا يزعمون أنه لم يخطر ببال الصحابة وجود عيسى حيا في السماء ولم يقل أحد منهم عند موت الرسول صلى الله عليه وسلم لعل النبي رفع إلى السماء كما رفع عيسى عليه السلام!
فنقول لهم بلى إن بعض الصحابة خطر ببالهم أن النبي رفع إلى السماء كما رفع عيسى :
عن الحسن قال :" لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ائتمر اصحابه فقالوا : تربصوا بنبيكم لعله عرج به ".الطبقات الكبرى لابن سعد 2\271
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال :" اقتحم الناس على النبي صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة ينظرون اليه ، فقالوا : كيف يموت وهو شهيد علينا ونحن شهداء على الناس فيموت ولم يظهر على الناس ؟ لا والله ما مات ولكنه رفع كما رفع عيسى بن مريم عليه السلام وليرجعن " المصدر السابق
وكيف لم يخطر ببال الصحابة أن عيسى رفع إلى السماء وهم رضوان الله عليهم رووا الأحاديث في رفعه إلى السماء ونزوله آخر الزمان !
التلبيس الرابع : قوله تعالى : " ما المسيح بن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام ". المائدة 75
قالوا : المسيح جاء إلى الدنيا حسب سنة الأنبياء وخلا كما وخلو ( أي مات) ، والآن لا يأكل الطعام وعدم أكل الطعام دليل على موته ولا يمكن لبشر أن يحيى بغير طعام .
الرد عليهم :
أولا : أن المتدبر في الآية والآيات التي قبلها يجد أنها تتحدث عن الذين قالوا بإلوهية المسيح وجاءت هذه الآية لترد عليهم أن المسيح رسول كما بقية الرسل الذين مضوا وأنه ليس إله بل بشر كان يأكل الطعام ، وقوله كان يأكل الطعام ليدل أنه بشر ،ولم تأتي هذه الآية لتثبت أن المسيح قد مات .
ثانيا : يقول القاديانيون أن خلت هنا بمعنى ماتت " وما المسيح إلا رسول قد خلت من قبله الرسل " ومن المعلوم أن زكريا ويحيى كانا موجودين زمن المسيح عليه السلام وهذا يصرف معنى ( قد خلت ) إلى مضت وليس ماتت .
ثالثا : يشكك القاديانيون المسلمين بعقيدة رفع المسيح ويقولون : كيف يكون حيا في السماء دون طعام فلو كان حيا لأكل الطعام وهذا يدل على أنه ميت وقد قال تعالى : " وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام " وقوله تعالى :" وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام وما كانوا خالدين ". الأنبياء 8 نقول سبحان الله إن الذي أحيا أهل الكهف 300 سنة من غير طعام قادر على إحياء عيسى في السماء من غير طعام هذا إذا سلمنا أن في السماء لا يوجد طعام لأننا لم نطلع على غيب السماء .
رابعا : ويقولون مشككين : ما دام حيا فكيف يصلى ويزكي وقد قال الله تعالى على لسان عيسى عليه السلام : " وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا ". مريم 31 وهنا نسألهم بما أن الله أوصاه بالصلاة والزكاة ما دام حيا فهل كان يصلي ويزكي في المهد وقد كان حيا ؟ ومن يستطيع أن يجزم أنه يصلي أو لا يصلي في السماء فذلك من علم الغيب ، وسبب سقوط الزكاة عنه انعدام وجود الفقراء في السماء ثم أنه قد بلغنا أنه بعد نزوله يمكث في الأرض أربعين سنه وهو بعد نزوله عليه السلام ملتزم بشعائر الإسلام ومنها الصلاة والزكاة إن كان قادرا على أداء الزكاة . وبهذا يرتفع الإشكال . طبعا هذا إذا سلمنا أن المقصود بالزكاة هنا دفع المال للفقير وليس الزكاة بمعنى الطهارة ، والله أعلم .
التلبيس الخامس : قوله تعالى : " قال فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون ". الأعراف 25
قالوا : إن الحياة لا تكون إلا على الأرض كما نصت عليه الآية فكيف خرج عيسى من جملة بني آدم رفع إلى السماء بجسمه العنصري ويعيش في السماء ؟
الرد عليهم :
نقول إن الذي خص آدم وعيسى عليهما السلام بالخلق من غير ذكر من عموم قوله تعالى : يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى ". هو الذي خص عيسى عليه السلام من عموم الآية التي استدللتم بها .والله تعالى يفعل ما يريد قال تعالى :" إن الله يفعل ما يريد ". الحج14
التلبيس السادس : قوله تعالى :" كل نفس ذائقة الموت ". آل عمران 185
قالوا : إن هذه الآية صرحت بأن كل نفس سوف تذوق الموت فكيف استثني عيسى عليه السلام ولم يمت ورفع إلى السماء ؟
الرد عليهم :
لم يقل أحد من المسلمين أن رفع عيسى إلى السماء يعني هذا أنه خالد مخلد لن يموت فقد روى أحمد وأبو داود حديثا عن الرسول صلى الله عليه وسلم يثبت موت عيسى بعد نزوله في آخر الزمان وجاء فيه :... فيمكث أربعين سنة، ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون ويدفنونه ". وسوف يذوق الموت مصداقا لما صرحت به الآية الكريمة .
الأدلة من أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم وأقوال الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم على رفع المسيح :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث طويل لما أجتمع اليهود على عيسى عليه السلام ليقتلوه وجاء فيه : "... فأوحى الله إلى جبريل أن ارفع إلي عبدي ". تاريخ دمشق لابن عساكر 47 \ 472 ، وتاريخ بغداد للخطيب البغدادي 11\ 379
وقال صلى الله عليه وسلم : " كان طعام عيسى الباقلاء ولم يأكل شيئا غيرته النار حتى رفع ". كنز العمال 11\504
وقال ابن عباس رضي الله عنهما في حديث طويل وجاء فيه :" لما أراد الله أن يرفع عيسى عليه السلام إلى السماء خرج إلى أصحابه وهم اثنا عشر رجلا ... ". الدر المنثور عند آية (157) وابن أبي شيبة في مصنفه حديث رقم 31876
وعن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى في سورة الأحقاف 15 :" حتى إذا بلغ أشده " قال :" ثلاثة وثلاثون وهو الذي رفع عليه عيسى بن مريم عليه السلام. مجمع الزوائد للهيثمي 7\106 .
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه :" وأموت لاثنتين وعشرين تمضي من رمضان ، وهي الليلة التي رفع فيها عيسى ". تاريخ دمشق لابن عساكر47 \ 480 وفيه اصبغ بن نباته ضعفه العلماء كما في ميزان الإعتدال للذهبي 1\271 ،
وقال الحسن بن علي بن أبي طالب في مناقب علي رضي الله عنه :" قتل ليلة أنزل القرآن وليلة أسري بعيسى وليلة قبض موسى ". رواه الحاكم في المستدرك وصححه وسكت عنه الذهبي حديث رقم 4688
وفي رواية البزار حديث رقم 1340 وأبي يعلي 6757 بلفظ ( وفيها رفع عيسى عليه السلام )
وقال أبي بن كعب رضي الله عنه :" لم يرم بنجم منذ رفع عيسى حتى تنبأ رسول الله صلى الله عليه وسلم رمي بها ". تفسير القرطبي 19\13 والدر المنثور للسيوطي 6\303.
و أم المؤمنين صفية رضي الله عنها صلت في المسجد الأقصى ثم صعدت على جبل زيتا فصلت عليه وقالت :" هذا الجبل الذي رفع منه عيسى عليه السلام إلى السماء ). تفسير فتح العزيز للرافعي عند تفسيره لسورة التين.
أما من التابعين :
فقد قال محمد بن الحنفية بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما :" إن عيسى لم يمت وإنه رفع إلى السماء وهو نازل قبل أن تقوم الساعة فلا يبقى يهودي ولا نصراني إلا آمن به ". الدر المنثور عند آية (159) سورة النساء .
وقال الحسن البصري :" رفعه الله إليه فهو عنده في السماء ". تفسير الطبري عند آية (55) سورة آل عمران والدر المنثور عند نفس الآية .
وقال سعيد بن المسيب :" رفع عيسى بن مريم وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة ". مستدرك الحاكم وسكت عنه الذهبي حديث رقم 5173
وقال مجاهد :" صلبوا رجلا غير عيسى شبهوه بعيسى يحسبونه إياه ، ورفع الله إليه عيسى حيا " تفسير الطبري والدر المنثور عند آية (157) سورة النساء
الأحاديث التي استدلت بها القاديانية على موت المسيح والرد عليهم :
أولا : عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"يجاء برجال من أمتي ثم يؤخذ برجال من اصحابي ذات اليمين وذات الشمال فأقول اصحابي فيقال إنهم لم يزالوا مرتدين على اعقابهم منذ فارقتهم فأقول كما قال العبد الصالح عيسى بن مريم :(وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد أن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنتالعزيز الحكيم) . البخاري ، كتاب بدء الخلق ، باب واذكر في الكتاب مريم
قالوا : إن النبي صلى الله عليه وسلم استشهد بهذه الآية وهذا يعني أن لفظ التوفي في هذه الآية يعني الموت ، وبناء عليه فإن عيسى عليه السلام قد مات .
الرد عليهم :
تكلمنا سابقا عن أن للتوفي معان عدة ومعناها هنا هو الأخذ بالرفع بحق عيسى عليه السلام ودلت على هذا أيضا الأحاديث النبوية وأقول الصحابة رضوان الله عليهم وأحاديث النزول آخر الزمان ، وموت النبي صلى الله عليه وسلم دلت عليه الآيات القرآنية والقرائن الدالة على موته وصلاة المسلمين عليه .
وهنا السؤال : بما أن النبي صلى الله عليه وسلم ثبت موته فلما استدل بهذه الآية ؟
والجواب : أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستدل بهذه الآية على معنى التوفي كما توحي به القاديانية للناس لأن التوفي يكون بالأخذ والنوم والرفع والقبض والموت ... بل أراد عدم مسؤوليته عمن بدل بعده وتفويض أمرهم إلى الله .
بدليل انه جاء في رواية أخرى لا يوجد فيها ذكر (للتوفي) قوله :" فأقول كما قال العبد الصالح :(إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم) رواه الترمذي حديث رقم 2069
وفي رواية : " فأقول : سحقا سحقا لمن بدل بعدي ". رواه البخاري كتاب الفتن ومسلم كتاب الفضائل باب اثبات حوض نبينا .
ثم انتبهوا إخوتي القراء إلى هذه النقطة المهمة جدا جدا : هم استدلوا بهذا الحديث وبهذه الآية ليثبتوا عدم علم المسيح ان النصارى ارتدوا بعده واتخذوه إله واستدلوا به ليثبتوا عدم علم النبي محمد صلى الله عليه وسلم بن ارتد بعده ( فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم انهم ارتدوا بعده( فكيف نطق بهذا الحديث في الدنيا !!!!!!!!!!!!! )
ثانيا : قوله صلى الله عليه وسلم :" أرأيتكم ليلتكم هذه فإن رأس مائة سنة منها لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد ". رواه البخاري كتاب مواقيت الصلاة باب ذكر العشاء والعتمة
قالوا : إن هذا الحديث يدل على موت جميع الناس على رأس مائة سنة من الليلة المذكورة ، فلو فرضنا جدلا أن عيسى عليه السلام لم يمت فإنه سيشمله الموت كما في الحديث .
الرد عليهم :
لم يقل أحد من المسلمين أن عيسى على الأرض بل قالوا أنه في السماء والحديث يقول ( على ظهر الأرض) وبذلك فإن الحديث لا يشمل عيسى عليه السلام .
ثالثا : استدلوا بحديث :" وأخبرني أنه لم يكن نبي كان بعده نبي إلا عاش بعده نصف عمر الذي كان قبله ، واخبرني أن عيسى بن مريم عاش عشرين ومائة سنة وإني أراني إلا ذاهبا على رأس الستين ". مجمع الزوائد 8\311 .
قالوا : إن هذا الحديث يدل على موت عيسى صراحة وأنه عاش 120 سنة .
الرد عليهم :
إن هذا الحديث كل طرقه فيها ضعف وقال عنه الهيثمي رواه الطبراني بإسناد ضعيف، وروى البزار بعضه أيضا وفي رجاله ضعف. هذا أولا ، أما ثانيا : فإن هذا الحديث يتعارض مع نبوة غلام أحمد المزعومة فالحديث يقول أن كل نبي عاش نصف عمر الذي قبله وهذا يعني أن غلام أحمد القادياني يجب أن لا يعيش أكثر من 32 سنة وهذا يتعارض مع واقعه فقد عاش قرابة 73 سنة ، فإما أن يكفوا عن الإستدلال بهذا الحديث وإما أن يثبتوا كذب غلام أحمد بإدعاء النبوة بناءا على هذا الحديث .
رابعا : استدلوا بحديث : " لو كان موسى وعيسى حيين لما وسعهم إلا إتباعي ".
الرد عليهم :
هذا الحديث لا أصل له وغير موجود في كتب الحديث ، وقد ذكره ابن كثير رحمه الله في تفسيره عند آية 82 من آل عمران بدون إسناد فهو مرسل لا تقوم به حجة .
خامسا :استدلوا بحديث :" ألستم تعلمون أن ربنا حي لا يموت وأن عيسى أتى عليه الفناء ) ذكره النيسابوري في أسباب النزول تفسير آل عمران
الرد عليهم :
هذا الحديث أورده النيسابوري بغير إسناد فلا تقوم به حجة ، وروى هذا الحديث عند آية 2 من آل عمران الطبري برواية مسندة بصيغة المضارع التي تفيد المستقبل ( وأن عيسى يأتي عليه الفناء ) وبهذا يتضح من رواية الطبري المسندة أن عيسى عليه السلام لم يمت وأنه سيموت في المستقبل .
الأدلة على نزول عيسى عليه السلام من السماء في آخر الزمان :
إن أحاديث نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان من الأدلة على رفعه وحياته وعدم موته وهي أحاديث مشهورة ومتواترة لذا فإنني للاختصار لن اذكرها هنا ، وإنما سأذكر الأحاديث التي تقول صراحة أن المسيح ينزل ( من السماء ) .
في نقاشنا مع الأحمديين كثير منهم كان يقول إن أحاديث نزول عيسى عليه السلام تتحدث فقط عن النزول وليس فيها ذكر أن النزول يكون (من السماء ) .
وقال غلام أحمد القادياني في كتابه حمامة البشرى ص 31 :" والعجب من القوم أنهم يفهمون من نزول عيسى نزوله من السماء ويزيدون لفظ السماء من عندهم ، ولا تجد أثرا منه في حديث ".
فهل صحيح ما يقوله الأحمديون ، وهل صحيح ما يقوله غلام أحمد أنه لا توجد أثر منه في حديث ؟ الجواب : هذا الكلام غير صحيح !
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت الصادق المصدوق يقول : " يخرج أعور الدجال مسيح الضلالة قبل المشرق في زمن اختلاف من الناس ورقة ، فيبلغ ما شاء الله أن يبلغ من الأرض في أربعين يوما الله أعلم ما مقدارها ، فيلقى المؤمنون شدة شديدة ثم ينزل عيسى بن مريم عليه السلام من السماء فيؤم الناس ، فإذا رفع رأسه من ركعته قال سمع الله لمن حمده ، قتل الله المسيح الدجال وظهر المسلمون ، فأحلف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا القاسم الصادق المصدوق قال : إنه لحق وأما إنه قريب فكل ما هو آت قريب ". وقال الهيثمي رواه البزار ورجاله رجال الصحيحين غير علي بن المنذر وهو ثقة . مجمع الزوائد 7\ 352
وعن حديفة من حديث طويل جاء فيه :" فالتفت المهدي فإذا هو بعيسى بن مريم قد نزل من السماء في ثوبين كأنما يقطر من رأسه الماء ". السنن الواردة في الفتن لأبي عمر الداني 5\1105
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كيف أنتم إذا نزل ابن مريم من السماء فيكم وإمامكم منكم ". الأسماء والصفات للبيهقي ص 584 .
وفي الختام نقول اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه .
أبو عبيده العجاوي – هاني أمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.