الجزء الثالث في الرد على ميرزا
بسم الله الرحمان الرحيم
والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
رابعا : كذب القاديانينة على النبي صلى الله عليه وسلم
في موت المسيح
بعد ما ذكرنا من أدلة من الكتاب والسنة وإجماع الأمة على
رفع نبي الله عيسى عليه السلام حيا يأتي هذا القادياني ويدعي أن النبي صلى الله
عليه وسلم أخبر بموت المسيح فقال في تحفة بغداد :
((وفي الصحاح أحاديث صحيحة مرفوعة متصلة شاهدة على وفاة
عيسى عليه السلام خصوصا في البخاري بيان مصرح في هذا .)) أهـ([1])
وهذا الذي قاله من الكذب الملفق ؛ فلا يوجد في صحيح
البخاري ولا في غيره حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أن عيسى بن مريم قد مات .
بل ما ورد في صحيح البخاري ذكره لقوله ابن عباس في معنى
قوله تعالى :{إني متوفيك } أي مميتك .
ولكنه من تدليسه أراد أن يوهم الناس بأنه من قول النبي
صلى الله عليه وسلم .
ونرى بعدها التبجح في الكذب فيقول :
((فهذا هو السبب الذي ألجأنا إلى اعتراف وفاة المسيح ،
وشهد عليه إلهامي المتواتر المتتابع من الله تعالى ، نرى بهذه العقوما يدة مخالفة
بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا بعقيدة الصحابة ولا التابعين . والصحابة
كلهم كانوا يؤمنون بوفاة المسيح ، وكذلك الذين جاءوا بعدهم من عباد الله المتبصرين
.))اهـ ([2])
فهل هناك نبي يكذب مثل كذب هذا الرجل ويدلس مثل تدليسه
؟؟!!
يكذب على كل الصحابة والتابعين وعباد الله ، هذا غير
كذبه على رسول الله صلى الله عليه وسلم !!
خامسا : من
شبهات القاديانية في حياة المسيح
قالوا في موقعهم :
((ذلك
أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان قد حذر من الدجالين من ناحية، فإنه من ناحية أخرى قال أيضًا
حين أخبر عن نـزول عيسى عليه السلام: "ليس بيني وبينه نبيٌّ، يعني عيسى عليه
السلام، وإنه نازلٌ."
بهذا
الحديث قد حل النبي صلى الله عليه وسلم قضية "لا نبي بعدي"، وقضية
الدجالين الثلاثين
أيضا، إذ قال: ليس بيني وبينه نبي. المراد من "بعدي" هو أنه مهما ظهر الدجالون الكذابون
فلا تحسبوا عيسى دجالا، إنه نازل لا محالة غير أنه ليس بيني وبينه نبي ولا رسول.
ثم
هناك حديث آخر أوثق من حديث الدجالين ويناقض جانب البعدية الزمانية فيه وفي غيره من الأحاديث التي تقول
"لا نبي بعدي". لقد ورد في صحيح مسلم حديث طويل يذكر فيه الرسول صلى الله عليه وسلم
نـزول عيسى عليه السلام فيقول:
"... يحصر "نبيّ الله" عيسى وأصحابه... فيرغب "نبيّ الله" عيسى وأصحابه.... ثم يهبط "نبيّ الله" عيسى وأصحابه.... فيرغب "نبيّ الله" عيسى وأصحابه إلى الله."
"... يحصر "نبيّ الله" عيسى وأصحابه... فيرغب "نبيّ الله" عيسى وأصحابه.... ثم يهبط "نبيّ الله" عيسى وأصحابه.... فيرغب "نبيّ الله" عيسى وأصحابه إلى الله."
( مسلم، كتاب الفتن، باب ذكر الدجال وصفته وما معه(
نلاحظ
في هذا الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد سمى المسيح "نبي الله"
أربع مرات. ومن
المؤكد أن الرسول صلى الله عليه وسلم يروى هنا حدثا سيحدث لاحقا بعد وفاته. وسواء كان
القادم هو عيسى عليه السلام النبي القديم أو غيره، فإن هذا الحديث يؤكد ثبوت نبوته على
أي صورة أو وجه جاء فيه، كما أنه يؤكد وجود نبي بعد الرسول صلى الله عليه وسلم زمانا.)) انتهى كلامهم من موقعهم
·
الرد على هذه الشبهات :
وقليل من النظر في هذا تجد خلطا عجيبا بين النصوص وكلام العلماء ، وإليك ما قاله أهل العلم من غير حذف ولا تخليط :
1 ـ قال ابن
حيان :
وروي عنه ، عليه السلام ، ألفاظ تقتضي نصاً أنه لا نبي
بعده صلى الله عليه وسلم ، والمعنى أن لا يتنبأ أحد بعده ، ولا يرد نزول عيسى آخر
الزمان ، أنه ممن نبىء قبله ، وينزل عاملاً على شريعة محمد صلى الله عليه وسلم
مصلياً إلى قبلته كأنه بعض أمته .([3])
2
ـ وقال الخازن :
{
وكان الله بكل شيء عليماً } أي دخل في علمه أنه لا نبي بعده . فإن قلت : قد صح أن
عيسى عليه السلام ينزل في آخر الزمان بعده وهو نبي قلت إن عيسى عليه السلام ممن
نبيء قبله وحين ينزل في آخر الزمان ينزل عاملاً بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم
ومصلياً إلى قبلته كأنه بعض أمته([4])
3
ـ قال الإمام النووي رحمه الله :
قال
القاضي رحمه الله تعالى : نزول عيسى عليه السلام وقتله الدجال حق ، وصحيح عند أهل
السنة للأحاديث الصحيحة في ذلك ، وليس في العقل ولا في الشرع ما يبطله ، فوجب إثباته
، وأنكر ذلك بعض المعتزلة والجهيمة ومن وافقهم ، وزعموا أن هذه الأحاديث مردودة
بقوله تعالى : {وخاتم النبيين } وبقوله صلى الله عليه وسلم : (لا نبي بعدى ) ، وبإجماع
المسلمين أنه لا نبي بعد نبينا صلى الله عليه وسلم ، وأن شريعته مؤبدة إلى يوم
القيامة لا تنسخ ، وهذا استدلال فاسد ؛ لأنه ليس المراد بنزول عيسى عليه السلام
أنه ينزل نبيا بشرع ينسخ شرعنا ، ولا في هذه الأحاديث ، ولا في غيرها شيء من هذا شرعنا
، ويحيى من أمور شرعنا ما هجرة الناس اهـ ([5])
فإن
الذي سينزل هو عيسى بن مريم الذي ورد ذكره في القرآن بصفاته ونسبه ، وليس هو غلام
أحمد القادياني بالصفات والنسب المختلف ، وإلا فقد جاز لكل شخص أن يدعي كما يشاء ،
فلو نفوا ذلك قلنا لهم : وما الذي يمنع ؟ وما الفرق بين غلام أحمد ، وسيد علي ، أو
حمزة محمد ، أي اسم من أمة محمد . فإن
عيسى عليه السلام سوف ينزل ويقدر على ما لا يستطيعه أحد في زمانه وهو قتل المسيح
الدجال ، وسيحكم بين الناس بالعدل وما ذكرناه عنه ، ومثل هذا لا يتوفر في هذا
الدجال غلام أحمد ، فكيف تسول لهم أنفسهم أن يعتقدوا هذا الاعتقاد ؟!!!!
وما
ذكرناه كفاية لكل عاقل والحمد لله رب العالمين .
بقلم الشيخ
أبوحسام الدين الطرفاوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.